التمويل غير المباشر.. قيام مؤسسات الوساطة المالية بجمع الادخارات النقدية من الوحدات الاقتصادية ذات الفائض من عائلات ومؤسسات اقتصادية وتوزيعه على الوحدات المحتاجة



التمويل غير المباشر هو طريقة من طرق التمويل الخارجي، هذا التمويل الذي يتم من خلال الأسواق عن طريق مؤسسات الوساطة المالية، سواء كانت نقدية أو غير نقدية، حيث تتولى هذه المؤسسات مهمة جمع الادخارات النقدية من الوحدات الاقتصادية ذات الفائض من عائلات ومؤسسات اقتصادية ثم تقوم بتوزيع ما جمعته من مدخرات على الوحدات المحتاجة، ويتجلى ذلك من خلال ما تمنحه من قروض للأشخاص الطبيعيين أو الإعتباريين، والقاعدة هنا ان مؤسسات الوساطة المالية تقوم بقرض ما اقترضته.


ونشير إلى أن هذه الطريقة التمويلية تستمد أهميتها من ان العديد من الوحدات الاقتصادية التي لها فوائض نقدية، قد تحجم عن أن تقوم الاستثمارات مباشرة لاعتبارات عديدة، أهمها الخوف من النتائج وعواقب هذا النوع من الاستثمارات وعدم الثقة فيها، وكذا عدم الرغبة في تحمل المخاطر المرتبطة بالاستثمارات المباشرة، وقد يكون السبب في ذلك هو أن تلك الوحدات تفضل السيولة، ولا ترغب في تجميد وظائفها. ومن هنا تأتي مؤسسات الوساطة المالية كأداة لجمع مدخرات هاته الوحدات محققة لهم جملة من تطلعاتهن بتقديم خدمات (التأمين) أو إشباع رغبة المحافظة على السيولة ...إلخ.

وفي الختام، فإن أهم نتائج طريقة التمويل غير المباشر تتجلى في النقطتين التاليتين:

- قدرة مؤسسات الوساطة المالية على تحويل الاكتناز الادخاري إلى توظيف ادخاري وذلك على النحو التالي تتقلص معه كمية المدخرات التي كان مالها الطبيعي الاكتناز.

- قدرة عدد من مؤسسات الوساطة المالية، خاصة المصارف منها على أن تقوم بالمساهمة في مضاعفة حجم القوة الشرائية الموجهة للتوظيف الاستثماري، وذلك بالاعتماد على قدر معين من المدخرات النقدية عندما تقوم بعمليات التمويل المباشر، ومن تم فإن النظام البنكي عموما بإمكانه توفير قوة شرائية عن طريق التوسع النقدي ويمكنه أن يوجه هذه القوة الشرائية للتوظيف الاستثماري.

إن المؤسسة تمارس خلال نشاطها العادي عدة عمليات مختلفة:
شراء، الإنتاج، البيع، الاستدانة، استثمار،.. هذه العمليات تنتج تدفقات يمكن ترجمتها ترجمة محاسبية ويمكن تقسيمها إلى نوعين:
تدفقات نقدية، تدفقات حقيقة.

ومن أجل تحليل دقيق لنشاط المؤسسة، ثم تبني ومنذ فترة طويلة نظام تقسيم نشاط المؤسسة خلال دورة استغلالية، إلى وظائف أساسية هي: الاستغلال، الاستثمار، التمويل.

ومن خلال هذه الدورات فإن جدول تمويل تم بناؤه وفقا لها، فهو يوضح بذلك كل المراحل التي تمر بها المؤسسة خلال نشاطها العادي:

- عمليات الاستغلال:
النتائج، التكاليف، حالة الخزينة، الاهتلاكات والمؤونات، تغير في مستوى المخزون.

- عمليات الاستثمار:
اقتناء استثمارات جديدة،..

- عمليات الخاصة بالتمويل:
رأس المال، أرباح الشركاء، المداخيل الناتجة عن الديون الجديدة ،تسديد الديون، التسبيقات..

إن الأهداف العامة من وضع جدول (مخطط) تمويل هي:

1- أهداف اقتصادية:
تمويل احتياجات المؤسسة بأقل تكلفة ممكنة.

2- أهداف مالية:
ضمان الاستخدام الجيد للموارد المالية بغية الحصول على مردودية جيدة للأموال المستثمرة.


مواضيع قد تفيدك: