بالنسبة لمؤسس زاوية آسا، تضاربت الآراء حوله، فهناك عدد من الروايات الشفوية تقول أن مؤسسها هو سيدي محمد الشبكي الذي وصل الى المنطقة سنة 130 هـ الموافق 748 م، الدي يعتبر احد أئمة الإسلام، وقد استقر بناحية "تكردات" استجابة لطلب إداوقيس بغية تعليمهم لشعائر الدين الإسلامي، كما يشير الى ذلك ناعيمي مصطفى، في حين يرى دوفورست defurst أن مؤسس الزاوية هو"سيدي قيس بن صالح" المتوفى سنة 500هجرية، غيران اغلب المصادر المكتوبة والروايات، تتفق على "ان مؤسس زاوية أسا هو "العلامة يعزى ويهدى"، الذي ولد بمدينة مراكش سنة 646 هـ في دار الامير العالي بالله يعقوب المنصور رحمهم الله، أما بلده ووطنه فمستقره ببلد أسا".
أما فيما يتعلق باسمه الحقيقي فهو محمد مثل اسم أبيه، كما يظهر ذلك من خلال مؤلف المعسول "...أما اسمه فأبو يعزى ويهدى بل محمد مكنى واسمه محمد وسماه أبوه على اسمه، وسمته جدته الام مع أقاربها بذلك وكنيته أبو يعزى ولقبه ويهدى ولهذا يقال له أبو يعزى ويهدى، ان الله تعالى قارن اسمه بالهداية وجعله ممن اهتدى".
والحقيقة أن الشيخ محمد بن سعيد المرغيتي يروي في وثيقته مجموعة من الكرامات التي تحلى بها مؤسس الزاوية، مثل : انه يخرج الماء في كل مكان نزل به "جعله الله هو وذريته على سائر الماء الخفي تحت الأرض... كما أعطاهم الله العلم الظاهر والباطن إلى غير ذلك من الأسرار"، وتجدر الإشارة إلى أن الزاوية استقطبت مجموعة من التلاميذ والمريدين والاتباع من مختلف البقاع، لكن بعد وفاة مؤسس الزاوية تفرق أولاده وحفدته في سوس الأقصى فبنوا مدارس ورباطات لحفظ القرآن وتعليم المبادئ الصوفية، لكن يبقى السؤال المطروح هو ما سبب هجرة أبناء وحفدة يعزى ويهدى؟
يمكن تفسير هذا التشبت أن وراءه أهداف وأبعاد دينية تتمثل أساسا في نشر طريقة يعزى ويهدى الصوفية، ويمكن إرجاع ذلك إلى رواية شفوية مفادها أن أكراريم من آل يعزى ويهدى كانوا مستقرين بموقع يدعى الخربة لا تزال آثارها واضحة الى يومنا هذا، فأتى عندهم وفد من قبيلة أيت اوسا فاستضافوهم، والمتعارف عليه ان الضيف يسلم سلاحه للمستضيف فكان أن دبرت لهم مؤامرة، حيث تم إفراغ مادة سائلة في أسلحتهم باستثناء عنصرين من الوفد، وبعد مغادرة هؤلاء تم اللحاق بهم إذ تمت محاصرتهم من طرف اكراريم والقضاء عليهم باستثناء العنصرين اللذين فرا، حيث سيتم تحرك قبائل أيت اوسا من عاصمتهم عوينة أيت أوسا في اتجاه أسا إذ هاجموا آل يعزى ويهدى في عقر دارهم وأضرموا النار فيهم.