قبيلة أيت أوسا والاستعمار.. دراسة الكيان المغربي وبنيات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية وعلاقة السلطة المركزية بالقبائل



لقد واكب الغزو الاستعماري للمغرب غزو ثقافي، استهدف دراسة  دقيقة وشاملة للكيان المغربي وبنيات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك علاقة السلطة  المركزية  بالقبائل، اعتمد في ذلك على مجموعة من المتخصصين في علوم مختلفة كما اعتمد على هواة بلا تأهيل: "جغرافيون أصحاب أفكار براقة وموظفون يدعون  العلم  وعسكريون  يتظاهرون بالثقافة ومؤرخو الفن يتجاوزون  اختصاصاتهم  وبكيفية اعم ، مؤرخون بلا تكوين  لغوي او لغويون  وأركيولوجيون بلا تأهيل تاريخي".
اعتمد الغزو الاستعماري الفرنسي على مجموعة من المتخصصين في علوم مختلفة ورغم ما أضفي على مؤلفاتهم  من طابع الجدية والموضوعية، فإن أصحابها لم يتحرروا من النزعة العنصرية والتوجيه الاستعماري، فهذا هنري تيراس H. Terras  الذي ينطلق في تصوره لتاريخ المغرب  لدى البربر والذي يقول عنهم: "إن الوطن لديهم ليس هو الأرض، أرض الأجداد، بل هو الأصل العرقي" ليستنتج في الأخير "أن المغرب الذي لم يكن دولة  لم يستطع  قط أن يصبح وطنا وأن مبدأ المصلحة العامة لم يتمكن من النمو والترعرع في هذا البلد الذي سيطرت فيه النزعة القبلية والأنانية وشر الحكام والذي لم يكن فيه الإخلاص للقضايا العامة سوى مجرد فضيلة فردية".
لقد تعامل  الباحثون المغاربة مع هذه الكتابات الأجنبية بطرق نقدية مستعملين نفس المناهج، كما حاول بعضهم تجاوز وهمية أن تكون الكتابة الاستعمارية عديمة القيمة العلمية، ولم ينكروا أنها مجهود المعرفة الضخم لان هذه الدراسات الإنسانية والاتنوغرافية تعتبر أن تاريخ المغرب الحقيقي هو تاريخ القبائل المحفوظ في أذهان الأشياخ، لا تاريخ المخزن.
يقول عبد الله العروي في نقده لهذه الكتابات الاستعمارية: " اقتنعت بعد تجربة كأستاذ في إحدى الجامعات الأمريكية أن مؤلفات عهد  الاستعمار حول المغرب التي نهملها ونحتقرها لا تزال تؤثر في أذهان الأجانب.." فكرت والحالة هذه أنه من المفيد أن أقدم نظرة على تاريخ المغرب حتى ولو لم آت بأي كشف جديد، مقتصرا على تقديم تأويلات جديدة لأحداث والوقائع."


مواضيع قد تفيدك: