الصراعات على السلطة والنفوذ في قبيلة أولاد أحمر نهاية القرن التاسع عشر
يُلقي هذا النص الضوء على حقبة مضطربة في تاريخ قبيلة أولاد أحمر بالمغرب، وتحديداً في فترة ما بعد وفاة السلطان في أواخر القرن التاسع عشر، حيث تزايدت الصراعات الداخلية على السلطة والنفوذ بين قادتها.
تولي القائد أحمد الجيلالي ووفاة السلطان:
في عام 1890م، تولى القائد أحمد بن الجيلالي قيادة قبيلته خلفاً لوالده. كان أحمد مقرباً من السلطان ويُرافقه في تنقلاته وحركاته، ما يُظهر مكانته السياسية. وعندما تُوفي السلطان في منطقة تادلا، حدث ما هو مُعتاد عند القبائل في مثل هذه الظروف: انتفضت قبيلة أولاد أحمر مُستغلة حالة عدم الاستقرار.
لم يكن القائد أحمد بن الجيلالي موجوداً في القبيلة حينها، بل كان مع موكب السلطان. لذا، خلفه على قيادة القبيلة عمه، القائد الضوء بن هدي.
انتفاضة القبيلة ومحاصرة القصبة:
بمجرد انتشار خبر وفاة السلطان، انتفضت قبائل أولاد أحمر، وعلى رأسها الفطانسة، والخوالقة، ورياحة، والكرارمة. كانت هذه القبائل الأكثر عداءً للقائد الضوء بن هدي.
- الحصار والتدمير: قامت هذه القبائل بمحاصرة قصبة القائد الضوء بن هدي، ليس فقط بهدف السيطرة عليها، بل قاموا بهدمها وسلب كل ما كان فيها من متاع، في تعبير واضح عن رفضهم لسلطته.
- موقف الحياد: لم تشارك جميع فروع القبيلة في هذا الهجوم، حيث اتخذت قبيلتا أولاد معاشو والمصابيح موقفاً محايداً، لم يُعرف السبب وراءه بوضوح. بعد هذه الأحداث، اضطر القائد الضوء بن هدي إلى العودة إلى مدينة آسفي، معقل نفوذه.
محاولات الثأر وصراع القيادات:
لم تتوقف الصراعات عند هذا الحد، بل استمرت محاولات الثأر من عائلة القائد ابن الضو من قِبل قادة آخرين سعوا للاستفادة من الوضع:
- محاولة القائد الحمري بن العربي: حاول القائد الحمري بن العربي بن كروم استعادة النفوذ، فجمع تحت قيادته نصف فرع الزرارات من القبيلة. لكن محاولته فشلت، حيث قام الوزير القوي باحماد بالقبض عليه وسجنه في عام 1897م، ربما لمنع مزيد من الفوضى في المنطقة.
- محاولتان فاشلتان: لم تنجح محاولتان أخريان لكل من القائد المحجوب الشرادي والقائد العربي بن القاضي، فكلاهما لقي حتفه بتدبير من قادة آخرين. يُشير النص إلى أن القائد مسعود بن العربي بن حماد هو من دبّر قتلهما، بتحريض من القائد الشهير عيسى بن عمر العبدي، وهو ما يدل على تشابك المصالح والتحالفات بين القادة المحليين.
أما النصف الآخر من قبيلة الزرارات، بما فيهم أولاد معاشو الذين كانوا على الحياد، فقد ظلوا تحت حكم القائد علال بن أبا حتى وفاته في عام 1900م، ليخلفه ابنه في القيادة.