أهداف وأسباب قيام الحركات الإسلامية في السينغال.. حماية المسلمين من ظلم وغطرسة "تيدو ومحاولة إعادة الوحدات السياسية على غرار مملكتي مالي وسنغاي

يمكن تلخيص أهداف وأسباب قيام الحركات الإسلامية في السينغال في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين في ما يلي:
 • حماية المسلمين من ظلم وغطرسة "تيدو".
 • صيانة استقلال البلاد والحيلولة دون المساس بسيادتها.
 • محاولة إعادة الوحدات السياسية على غرار مملكتي مالي، وسنغاي.
 • إعادة الكرامة الإنسان هذه المنطقة دون نظر إلى أصوله ومعتقداته بعد أن كانت كرامته مداسة من قيل نظام "تيدو ".
وكانت الحركة الإسلامية هذه على وشك إنجاز أهدافها لولا أن عاجلها الاستعمار الصليبي الغربي، وفوّت على الإسلام فرصة ذهبية للانتشار الكلي في غربي أفريقيان ولو انتشر الدين الإسلامي على يد سلطة زمنية تسهر عليه وترعاه لما عرف ما يعرفه النوم من تحريف وتشويه،لأنَّ وضعه الحالي ناجم عن كونه انتشر في ظل أنظمة كانت تجهد نفسها للإجهاز عليه، وعندما استعصى ذلك عليها، رحبت بكل ردّة إلى الأرواحية، أو أي تحريف يموّه حقيقته وينحرف بالمسلم عنه.
بهدف تصحيح الأوضاع قامت الحركة الإسلامية في (فوتا تورو) وتأسست إثرها الإمامة ما بين عامي 1776م و 1881م.
وخليق بنا ان نبيِّن أن من مزايا هذا النظام بعده عن الاستبداد، حيث كان يشترط فيمن يتقلد مهام الإمامة "ألماميا " أن تتوفر فيه صفات: العلم والاستقامة والتقوى، والورع، فضلاً عن أن المنصب غير وراثي؛ يتطاول إليه كل من اجتمعت فيه شروط الإمامة.
لا غرو حينئذٍ أن تحقق الإمامة في "فوتا " إنجازات في ميادين شتى: فقد حرمت النخاسة في أراضيها رفض الإمام (ملك بول ) هدايا الشركة، محرما بيع رعاياه، ومانعاً مرور قوافل العبيد وشجعت التعليم، واعتنت بمجالس العلم، وابتنت المساجد، وابتعثت طلية العلم إلى موريتانيا المجاورة… ولم تكتف الإمامة بنشر العقيدة الإسلامية في "فوتا " فحسب بل عملت على توسيع دائرة الإسلام إلى ما وراء حدودها السياسية حيث انطلق الدعاة نحو الأقاليم المجاورة لدى شعبي "ولوف وسيرير " فأحرزوا نجاحاً أيما نجاح.
وأعطت "فوتا " السنغال عدداً من كبار رجالات السياسة والفكر والحرب من الطراز الأول، أمثال : الحاج عمر الفوتي، والشيخ مابا جاخوبا، والحاج مالك سي، والشيخ أحمد بامباو، والشيخ موسى كامارا، وغيرهم..

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©