النظام السياسي للبدو في المناطق الحدودية المصرية.. اختيار شيخ القبيلة بشروط حسن المعاملة وكرم الضيافة ورجاحة الرأي والاطلاع على الشؤون الداخلية المتعلقة بالقبيلة

يذكر "ابن خلدون" إن البدو أقدم من الحضر وسابق عليه وأن البادية أصل العمران والأمصار مدد لها.
كما يذكر أيضا: "إنهم المنتحلون للمعاش الطبيعي من الفلح، والقيام على الأنعام وأنهم مقتصرون على الضروري من الأقوات والملابس والمساكن".
والفرد البدوي: هو قاعدة النظام السياسي للبدو الذي يعتمد على الجماعة وشيخ القبيلة هو الرجل الذي يجمع كبار أفراد القبيلة على اختياره، وعادة يقع الاختيار على الابن الأكبر بعده بحيث يمكن القول بأن هذا المنصب وراثي، وإذا ثبت عدم أهلية الابن الأكبر جرى اختيار أحد أبناء المتوفى أو أحد أقربائه.
ويراعى في اختيار شيخ القبيلة عدة صفات أهمها: حسن المعاملة، وكرم الضيافة، ورجاحة الرأي، كما يحظى بمكانة في القوم، ويطلع على الشؤون الداخلية المتعلقة بالقبيلة.
ويستعين بمجلس من المشايخ لاستشارتهم والأخذ برأيهم سواء فى الحرب أو السلام.
كما يعتبر المرجع الأساسي في الشؤون القضائية والتنفيذية وحياة البادية القاسية  تعد من العوامل التي فرضت على أهلها الغزو  كما حتمت على البدوى التفاخر بفروسيته وقدرته على القتال.
فالرجل منهم قوى بكثرة المواقع والغزوات التي اشترك فيها وأوسمة البدوي جراحه، فكلما زادت زاد معها قدره ومكانته في القبيلة، لذلك تفرض الطبيعة عليهم أن يكونوا على الدوام مسلحين.
ولذلك كانت علاقات البدو فيم بينهم داخل حياتهم الخاصة مزيجاً من التنازع والتضامن، فكثير من القبائل العربية كانت متعادية ومتنازعة فيما بينها.
ففى الصحراء الشرقية نجد قبائل سيناء مرتبطة بعضها البعض بحلف أوقلد حفظاً للسلام، فبين الحويطات و اللحيوات وبين التياها قلد و بين التياها والترابيين حلف وبين السواركة والعيايدة وبين الترابين قلد، وبين السواركة وكل من التياها واللحيوات قلد، وبين الباضيين والسماعنة حلف.
أما في الصحراء الغربية فنجد ارتباط  القبائل بعضها ببعض يختلف عما هو عليه فى حدود مصر الشرقية فنجد قبائل أولاد علي ارتبطت مع قبيلة المرابطين بنظام المآخاة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال