السلوك القبلي العام والصراع بين البدو.. إشعال نار الحرب والعداوة بين القبائل مما يؤثر على الاستقرار على طول خط حدود مصر مع الدول المجاورة

السلوك القبلي العام هو عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية في القبيلة يساهم في حفظ النظام واستتباب الأمن، ولكون القبائل ترتبط مع بعضها إما بحلف أو قلد كما هو واضح بين القبائل في حدود مصر الشرقية أو مآخاة في الحدود الغربية لمصر، قد يزال أو ينتهك أي منهما لأتفه الأسباب مما يؤدى إلى إشعال نار الحرب والعداوة بين القبائل مما يؤثر على الاستقرار على طول خط الحدود.
وهو ما أحدثته الصراعات المحلية من توتر واضح على حدود مصر الشرقية والغربية في معظم الأحيان أدى إلى تدخل الحكومات على كل من الجانبين لإنهاء تلك الصراعات التي كانت تدفع بقوات البوليس من أجل تحقيق الاستقرار وحفظ النظام في تلك المناطق، وفى الوقت نفسه كانت تلك الصراعات تثير حفيظة الدول المجاورة فانعكس بصورة مباشرة على الخريطة المصرية.
ففي حدود مصر الشرقية هاجم بعض أفراد قبيلة الترابين في خان يونس عام 1904 م قطيعاً من البقر لقبيلة الرميلات على حدود مصر الشرقية, واستولوا على تسعة رؤوس بقر , فقام شيخ الرميلات بالشكوى إلى محافظ مدينة العريش محمد بك إسلام (أول أغسطس 1902 م - آخر أبريل 1906 م) الذي قام بدوره بالكتابة إلى قائمقام بئر السبع لردها , ومضت ستة أشهر دون نتيجة تذكر , مما دفع عشرة أفراد من قبيلة الرميلات إلى الذهاب إلى بلاد الترابين , وأخذوا منهم أحد الخيول لشيخهم "قعود المناصيب" نتج عنها اتصالات بين القبيلتين انتهت بصلح بينهما في سبتمبر 1904م.
وفي عام 1906 م وقع خلاف بين قبيلتي الترابين بخان يونس والسواركة على حدود مصر الشرقية, على سرقة بعض الجمال , وكان بين القبيلتين قلد, وكاد الأمر يفضي إلى إعلان الحرب , لكن ناظر العريش أحمد أفندي توفيق (17 مايو 1906 م - 13 ديسمبر 1912 م) تدارك  الأمر, وأرسل إلى قائم مقاميه غزة , لإنهاء الخلاف وعقد اجتماعاً في منزل الشيخ مهزع الترباني انتهى بصلح بين الطرفين في 4 فبراير 1906.
وفي 20 أكتوبر 1906 م وقع خلاف بين الترابين والعزازمة على أرض زراعية بفلسطين فاستنجد الترابين بحلفائهم من القبائل في سيناء فناصرهم 100 من التياها و80 من اللحيوات , وقد أدى ذلك إلى تدخل محافظ العريش أحمد أفندي توفيق الذي عقد  اجتماعاً للمصالحة لإنهاء الخلاف الدائر بين القبائل المتنازعة .(47) 
أحدث أقدم

نموذج الاتصال