نماذج للرقابة على الأداء في عهد الصحابة.. المؤتمر العام للولاة في موسم الحج. التفتيش العام وعلانية التحقيق. سياسة الباب المفتوح



نماذج للرقابة على الأداء في عهد الصحابة:

1- الرقابة على الأداء عند أبي بكر الصديق:
كان أسلوب أبي بكر في الرقابة على الأداء سواء كان على الأفراد أو على العمال العزل دون كشف للمعزول، بل إشادة به وتوجيه لم يخلفه بأن يحسن معاملته ويستشيره ثالث ثلاثة من الصحابة والأدلة واضحة على انتهاج ومنهج الصديق رضوان الله عليه لهذا الأسلوب.

2- الرقابة على الأداء عند عمر:
توضح الممارسة العملية للرقابة على الأداء في عهد عمر لتوضح المفهوم العام للرقابة وكيفية تطبيقها لصورة تمثل الإدراك السليم لمسئولية الحاكم والمحاسب في الرقابة والمتابعة وقياس الانحرافات والعلاج ومحاولة التصحيح الفوري مباشرة، وسوف نعرض نماذج منها:

أ- كان يشرف على الأسواق ويراقب الموازين والمكاييل وقد أخرج ابن الجوزي عن المسيب بن دارم قال رأيت عمر بن الخطاب يضرب جمالاً ويقول: حملت جملك ما لا يطيق وقد جاء في كنز العمال عن عبد الله بن ساعي الهدني قال: رأيت عمر بن الخطاب يضرب التجار بدرع إذا اجتمعوا على الطعام بالسوق حتى يدخلوا ويقول: لا تقطعوا علينا سبيلنا(1).

ب- وكان عمر بن الخطاب يراقب ويشرف على الأسواق ويحول دون بروز الحوانيت حتى لا يعوق ذلك نظام المرور ويستوفي الديون ويكشف الموازين والمكاييل تجنباً للتطفيف ويعاقب من يعبث بالشريعة الإسلامية أو يرفع الأثمان.

ج- وكان إذا قدم عليه وفد سألهم عن حالهم وأسعارهم، بل وقد عزم على الطواف في الولايات الإسلامية ليقف بنفسه على أحوال الرعية فيها فقد رُوي عنه أنه قال: "لأن عشت إن شاء الله لأسير في الرعية حولاً فإني أعلم أن للناس حوائج تخضع دوني إما عمالهم لا يرفعونها إلى وإما هم فلا يصلون إليّ فأسير إلى الشام فأقيم بها شهرين ثم أسير إلى الجزيرة فأقيم بها شهرين ثم أسير إلى الكوفة فأقيم بها شهرين ثم أسير إلى البصرة فأقيم بها شهرين والله لنعم الحول هذا".

وقد تنوعت أساليب الرقابة على الأداء عند عمر بن الخطاب فمنها على سبيل المثال: سياسة الباب المفتوح بالنسبة للولاة وثانياً الاجتماع في موسم الحج وثالثاً التفتيش العام وعلانية التحقيق ورابعاً الإجراء الاحتياطي لرقابة مال المسلمين.

وسوف نعرض ثلاثة نماذج من نماذج أساليب الرقابة على الأداء التي كانت مطبقة في الدواوين في عصر عمر بن الخطاب:

1- المؤتمر العام للولاة في موسم الحج:
حيث كان الخليفة عمر يدعو ولاة الأقاليم للحضور إلى مكة وهناك يلتقي بالحاكم والمحكومين وجها لوجه ويسمع من هؤلاء وهؤلاء في لحظات صفاء بالإضافة إلى النظر في شكاوي المتظلمين من الولاة وعما لهم ومحاسبة هؤلاء في المؤتمر فرصة للخليفة لبسط معاني وأساليب الرقابة الدنيوية بين المسلمين وولاتهم.

2- التفتيش العام وعلانية التحقيق:
لقد أدرك سيدنا عمر أنه يتعذر لأن يلم بشئون رعيته وهو مقيم بالمدينة حيث اتسعت رقعة المسلمين لذلك اتخذ أسلوباً آخر وهو أسلوب التفتيش على أقاليم البلاد متخذا أسلوب المناقشة والمحاسبة.

كما اتخذ من محمد بن مسلمة رقيباً وحسيباً ومفتشاً عاما يبعثه به إلى الولايات والأمصار للتحقيق في مشاكل الناس وشكواهم من الولاة وإبلاغه بنتيجة التحقيق لاتخاذ ما يراه مناسبا من القرار.

ومما قام به محمد بن مسلمة والي الكوفة لحرق باب دار سعد ابن أبي وقاص والي الكوفة كما أرسل إليه أموال بعض ولاته كعمرو بن العاص بمصر وإلى أبي هريرة بالبحرين وسعد ابن أبي وقاص بالكوفة وخالد بن الوليد عامله بالشام وغيرهم.

كما أنه عزل سعد بن أبي وقاص لما شكاه أهل الكوفة وكان يقول رضي الله عنه: أهون شيء أن أصلح به قوماً أن أوليهم أميراً فكان أمير ولقد شكا أهل حمص عاملهم سعيد بن عامر وسألوا عمر أن يعزله لأنه لا يخرج إلى الناس حتى يرتفع النهار ولا يجيب النداء بليل وله في الشهر يوم لا يخرج فيه وأجرى عمر كعادته تحقيقاً مع العمل ومحاسبته والتحقيق فيما عمله.

3- سياسة الباب المفتوح:
بالنسبة للولاة حتى يستطيع أن يحضر كل ذي مظلمة أو مسألة إلى الوالي مباشرة، يعرض عليه مشاكل الأداء حتى يمكن دراستها وتحليلها ووضع سبل العلاج المناسبة.


مواضيع قد تفيدك: