ويمكن شرح ذلك فيما يلي:
1- التشخيص الإداري:
حيث تقوم طبقة الإدارة العليا بإتاحة الفرصة لرؤساء الوحدات ورؤساء الأنشطة بالمشاركة في وضع تصور للمؤسسة، و المسؤولية الأساسية لهذا المستوى هي التفكير في استخدام نقاط القوة و الضعف للمؤسسة.
فالمدراء مثل الأطباء منهم من يطور نفسه ويواصل علمه فيزداد فهمه ويستفاد من عمله، ومنهم من يبقى على معلومات الطب القديمة والمعرفة الثابتة التي لا تتغير، ويستمر في وصف (الوصفة) المملة المكرورة لكل علة، بحبة ثلاث مرات في اليوم، ومنهم الذي هو مذبذب بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يمارس الطب الشعبي وأساليبه التقليدية لأنه لا يؤمن بالمعرفة أساسا.
و(التشخيص السليم) لأي مشكلة طبية كانت أو علمية أو اجتماعية أو إدارية هو بداية الحل لهذه المشكلة ولذاك الألم، ومع ذلك فإنَّ كثيرًا من الحالات يهدر فيها الكثير من الوقت والجهد والمال والصحة لعدم دقة وسلامة التشخيص، فتصرف أدوية غير مناسبة، وتستخدم طرق غير مناسبة، وتتبنى خطط غير مناسبة نتيجة لتشخيص عقيم وفهم سقيم.
والعمل الإداري في المؤسسات العامة والخاصة، يتعرض للعديد من الأمراض والمشاكل الإدارية سواء على مستوى التخطيط أو على مستوى التنفيذ، ويرى علماء الإدارة أن معالجة أي مشكلة إدارية تتطلب قبل كل شيء تحديد جوهر المشكلة أو ما يسمى بـ(العامل الاستراتيجي) لهذه المشكلة لمعرفة أبعادها وأسبابها؛ ولكي يكون القرار حكيما لا بد أن يكون التشخيص سليما.
وإذا كانت المكونات الثلاثة لأي استراتيجية هي (جمع المعلومات، وتحديد الأهداف، وتنفيذ الخطوات) فإن التشخيص الإداري من (وجهة نظري) هو حجر الأساس قبل البدء في أي استراتيجية إدارية، وهو العامل الاستراتيجي وجوهر مكونها الأول.
بل إنَّ أغلب الخطط الاستراتيجية (نتيجة لغياب التشخيص الإداري السليم) تعاني الفشل، لأن من يقوم بالتخطيط يشخص الحالة الإدارية بعيدًا عن معاناة الموظف وألم المواطن، لذلك تأتي أغلب الاستراتيجيات بعيدة عن الواقع، لأنها تضع الأهداف من وجهة نظر (المدير/المخطط) فقط.
2- التشخيص الوظيفي:
و يتعلق الأمر هنا بالوظائف الرئيسية في المؤسسة مثل وظائف الإنتاج، التسويق والتمويل.
ويهتم هذا النوع من التشخيص بمعرفة نقاط القوة و الضعف لكل وظيفة من وظائف المؤسسة ومقارنتها مع وظائف المنافسين (الفرص والمخاطر في المحيط).
ويعرف هذا النوع من التشخيص بتحليل SWOT لكل وظيفة.
ومن خالل هذا التشخيص يستطيع المدير التركيز على األنشطة والوظائف التي يجب أن تعتمد عليها القرارات الاستراتيجية.
و يمكن تلخيص أهم الطرق المستعملة في التشخيص الوظيفي والتي تكمن في:
- أولا: عقد االجتماعات الدورية:
يمكن عقد اجتماعات دورية يتم من خاللها حضور أعضاء مجلس الإدارة و المديرين ذوي العالقة لمناقشة واقع أداء المؤسسة، وقد تكون المناقشات عادة وفقا لما يسمى بأسلوب العصف الذهني من أجل تحديد عناصر القوة و الضعف تبعا للبيانات السابقة و الحالية والمستقبلية، والوصول إلى تحديد استراتيجية معينة.
- ثانيا: كيفية تقييم الوظائف بالمقارنة مع أكبر منافس:
ويمكن تقييم وظائف المؤسسة باتباع الخطوات التالية:
1- تحديد المجاالت الوظيفية الرئيسية (التنظيم و الإدارة، االنتاج والعمليات والنواحي الفنية، التسويق، التمويل والمحاسبة، الموارد البشرية).
2- تحديد العوامل الداخلية المنتظمة في كل مجال وظيفي على حدة.
3- وضع مقياس يعبر عن مدى تمثيل هذا العامل الداخلي لنقاط القوة أو الضعف.
4- تحديد درجة مدى توافر هذا العامل بالمقارنة مع أكبر المنافسين (متوفر بدرجة أكبر من المنافس، متوفر بدرجة أقل من المنافس، متوفر بدرجة متساوية مع المنافس).
5- اجمع العالمات التي تحصلت عليها في كل من نقاط القوة و الضعف.
6- نطرح الدرجة المتحصل عليها بشأن العناصر المكونة لنقاط الضعف من الدرجة المتحصل عليها في كل نقاط القوة (صافي الميزة الوظيفية).
7- لحساب الميزة الوظيفية النسبية نقوم بقسمة صافي الميزة الوظيفية على عدد العوامل الداخلية.
3- التشخيص الاستراتيجي:
وهو تشخيص البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة.
يعـد التشـخيص الإسـتراتيجي أحـد المكونـات الهامـة لعمليـات الإدارة الإسـتراتيجية، حيـث يهـتم بمتابعـة وتحليل التغيرات البيئية الداخلية والخارجية للمؤسسة، أي أنها تشمل الكيفية التي يتم من خلالها إدارة علاقتها بالبيئة لتفرز في النهاية عن تحديد مواطن القـوة والضـعف والفـرص والتهديـدات البيئيـة الحاليـة والمتوقعـة، ممـا يؤدي في النهاية إلى تحديد طبيعة الخيار الإستراتيجي الملائم للمؤسسة .
عموميات حول التشخيص الإستراتيجي:
باعتبار أن التشخيص الاستراتيجي هو عبارة عن تحليل للبيئة الداخلية والخارجية فهو يساعد على تحديد إستراتيجية المؤسسة.
- مفهـوم التشـخيص الاسـتراتيجي:
نقصـد بالتشـخيص الإسـتراتيجي تحليـل كـل مـن البيئـة الداخليـة للمؤسسـة والبيئــة الخارجيــة المحيطــة بهــا، لمعرفــة مــدى التغيــرات الحاصــلة ولتحديــد الفــرص والتهديــدات كــذلك معرفــة المواصــفات والميــزات التنافســية مــن أجــل الســيطرة علــى بيئتهــا الداخليــة بشــكل يســاعد الإدارة علــى تحديــد الإستراتيجية المفيدة لتحقيق أهداف المؤسسة.
- أهمية التشخيص الاستراتيجي:
اهــتم مختلــف البــاحثين والمهتمــين بعــالم إدارة الأعمــال، بــالإدارة الإســتراتيجية بصــفة عامــة وبالتشخيص الإستراتيجي بصفة خاصة وذلك نظرا لأهمية هذا الأخير في اتخاذ القرار، وتبرز أهميته من خلال ما يلي:
1- تحديد الفرص المتاحة أمام المؤسسة؛
2- يساعد التشخيص الإستراتيجي على تخصيص الموارد المتاحة وتحديد طرق استخدامها؛
3- تحديد ما يسمى بـ: القـدرة المميـزة للمؤسسـة والتـي تعـرف علـى أنهـا القـدرات والمـوارد التـي تمتلكهـا المؤسسـة والعمليات التنفيذية المستخدمة في توظيف تلك القدرات والإمكانيات لإنجاز الهدف؛
4- يعد التشخيص الإستراتيجي ضرورة ملحة، نظرا لأنه يؤدي إلى الكفاءة في الأداء؛
5- معرفــة نقــاط القــوة والضــعف الداخليــة، الفــرص والتهديــدات الخارجيــة وهــذا التشــخيص يبنــى علــى دراســة
المؤسسة من جوهرها والمحيط الذي هو حولها؛