كانت المهام التي يزاولها المقدم داخل القبيلة تتمثل في تطبيق الأوقاف والأحكام العرفية للحفاظ على الأمن داخل القبيلة، في غياب جهاز أمني وسلطة مركزية تقوم بذلك، فالقبيلة تستقر على شكل "فركان"، يقوم المقدم بدوريات لحراستها ويعمل على الحسم في القضايا التي تهم هذه التجمعات السكنية حسب دوفورست defurst، ويقوم بحراسة القطيع والمنتجعات التي ترتادها، عن طريق تعيين أشخاص للقيام بهذه المهمة، اضافة إلى كونه يعين فرقا استطلاعية للبحث عن الماء والكلأ "البواهة".
كما يشرف المقدم على تنظيم الغزوات ويفرض الغرامات والاتاوات على أولئك الذين يتخاذلون في اللحظة الأخيرة، إضافة إلى كونه يحضر الحفل التمهيدي الذي يقيمه أفراد القبيلة قبل الغزو "غزي"، حيث يمرون تحت ثوب أبيض ممدود وذلك للدلالة على الاتحاد، ويزكي هذا الطرح "أن الجماعات الاجتماعية تكون متضادة في مستوى أدنى بينما تتحد كليا في مستوى أعلى، وهكذا يمكن لوحدتين سلالتين بسبب مشاكل الماء والأرض أن تجنحا للسلم لتشكيل جبهة أخرى، كما أن الفرقتين المتضادتين تصبحا متحالفتين كليا داخل القبيلة عندما يتعلق الأمر بخوض القتال ضد قبيلة منافسة".
الى جانب السلطة التشريعية التي يتحملها المقدم فانه يتحمل كذلك أعباء السلطة التنفيدية حيث يمارس الضغط المادي كطريقة لجعل اعراف القبيلة سارية المفعول وذلك من خلال الغرامة، كما يسهر على تنظيم المواسم "امكاكير" حيث يحرص على سلامتها وسلامة الافراد الوافدين اليها، تقول الرواية الشفوية: "كانت الناس لما تجي للموسم تطرح سلاحها، وتكد ملي ما تطرحها، غير عندها ضمانات من طرف القياد ومسؤولي القبائل باش يمشي السوق هاني" .
عموما عرف التنظيم القضائي والسياسي عند قبيلة أيت اوسا بالليونة والتعقيد في آن واحد، حيث تكمن ليونته في بيئة السكان التي تتميز بطابع الترحال الخاضع للتقاليد والعادات، ولكونه معقد نتيجة ممارسة السلطة من طرف مجموعة من أفراد القبيلة، ولا تمارس من طرف شخص واحد كدليل على الديمقراطية حيث لمجلس أيت الربعين صلاحيات تشريعية وتنفيدية تشكل بذلك سلطة او محكمة عليا داخل القبيلة.