علاقة القائد بالمخزن والقبائل.. الوسيط بين السلطة المركزية والقبيلة بجمع الضرائب والأعشار والإخبار بكل ما يجري في القبيلة بواسطة المراسلات بين المخزن والقيادات



شكلت مؤسسة "القايد" صلة وصل بين المخزن والقبائل، "فالقايد"  يلعب دور الوسيط بين السلطة المركزية والقبيلة، حيث كلف بعدة مهام على رأسها جمع الضرائب والأعشار.
إضافة الى الإخبار بكل ما يجري في القبيلة بواسطة المراسلات بين المخزن والقيادات وبين  القيادات والمخزن، حيث تغطي أتفه الحوادث وأهمها.
لقد كشف مؤرخ مشرقي حرص السلطان الحسن الأول على معرفة أحوال القبائل بقوله: ".. وبحث في أحوال الرعية فسال كل قبيلة عن قوتها وضعفها وعددها وعدتها وخيلها  ورجالاتها  حتى لم يخفى عليه حال قبيلة من قبائل المغرب وكل هذا من القيام على ساق بأمور الملك... كما انه لم يفته  حال من أحوال قواده وعماله ووزرائه وكتابه  وقضاته وما هو عليه أهل حاضر من الأحوال وما ولي بأرض المغرب إلا وكشف عن نسبه واصله واسمه وتاريخ وفاته وأشياخه..".
يتضح من خلال ما تقدم أن اختيار "القايد" لا يتم تلقائيا، فنفوذه  لم يكن مستمدا من ظهير تعيينه ولكنه مستمد  كذلك من أملاكه  وجاهه، غير أن أساس مقومات تلك القيادة  كانت في تكثير الاملاك  والمداخيل، فلا يمكن ان نفكر في قائد مخزني دون ان نفكر فيه، كمالك كبير ومعظم املاكه في إيالته .
وهكذا  يبدو أن العلاقة إذا كانت ايجابية بين القايد والمخزن فان ذلك يعني ضياع القبائل التي تصبح عرضة لكل أشكال القهر، وهذا ما يفسر أحيانا رغبة القبائل في العيش بعيدا عن "بلاد المخزن" و"النظام القايدي"، وهذا حال قبيلة أيت اوسا في لف أيت عثمان، وأيت لحسن في لف أيت الجمل.
وحسب روبير مونطاني Robert Montagne " أن القايد باعتباره زعيما ملحقا بالجهاز المخزني، فقد كلف بتحطيم المؤسسات التقليدية ومن بينها "العرف" الذي يعتبر مظهرا من مظاهر الإرادة الشعبية" .


مواضيع قد تفيدك: