نجدة بن عامر الحنفي: تأسيس فرقة النجدات ومحاولته لضم عمان، وانتشار الفكر الأباضي من خلال عمران بن حطان

نجدة بن عامر الحنفي وفرقة النجدات:

يُعتبر نجدة بن عامر الحنفي شخصية محورية في تاريخ الخوارج، فقد أسس فرقة النجدات التي تميزت عن غيرها من الفرق بأفكارها السياسية والدينية. ظهرت هذه الفرقة في العصر الأموي، وتحديداً في منطقة اليمامة، حيث كانت تهدف إلى إقامة حكم لا يعترف بسلطة الأمويين.

تمكن نجدة بن عامر من تأسيس قوة عسكرية وسياسية كبيرة، مما مكنه من السيطرة على اليمامة وأجزاء واسعة من شرق شبه الجزيرة العربية. وقد سعى نجدة إلى ضم عمان إلى نفوذه، إدراكاً منه لأهميتها الاستراتيجية وموقعها الجغرافي. لكن محاولته لم تدم طويلاً، حيث واجه مقاومة شديدة من أهل عمان، مما حال دون تثبيت سلطته هناك.


عمران بن حطان وانتشار الفكر الأباضي في عمان:

تُعدّ عمان من أوائل المناطق التي استقبلت الفكر الخارجي، وتحديداً الفكر الأباضي، الذي يُعرف بكونه أكثر اعتدالاً من الفرق الأخرى. وقد بدأت هذه الأفكار بالتدفق إلى المنطقة منذ عهد مرداس بن حدير، زعيم فرقة القعدة.

لاحقًا، كان لوصول الشاعر عمران بن حطان إلى عمان دور كبير في ترسيخ هذا الفكر. عمران، الذي كان أحد زعماء القعدة، تعرض للاضطهاد من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي، والي العراق، الذي قام بحبسه في البصرة. وبعد إطلاق سراحه، لم يستطع عمران البقاء في مكان واحد خوفًا من الحجاج، فانتقل بين عدة مناطق حتى وصل إلى عمان.

في عمان، وجد عمران بن حطان بيئة اجتماعية وفكرية خصبة، خاصة بين أفراد قبيلة الأزد، الذين كانوا يميلون إلى الاستقلال عن سلطة الأمويين. استغل عمران هذه البيئة وبدأ في نشر أفكاره، مما ساهم في ترسيخ الفكر الأباضي في عمان، وجعله الفكر السائد في المنطقة لاحقًا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال