التأثير الحضاري للعبيد في القراءة والكتابة بأمريكا اللاتينية.. عملية التواصل والتخاطب بين السادة كانت تتم عن طريق العبيد المسلمين والأسياد الأميون كانوا يتخاطبون من خلال عبيدهم الزنوج

أكدت الكثير من البحوث أن المستعمر البرتغالي كان جاهلا بالقراءة والكتابة، "الغزاة الأولون ندر فيهم من يعرف الكتابة، حتى القادة الزعماء"، وأوضحت الدراسات التاريخية أن العبيد المسلمين الذين تم جلبهم من إفريقيا كانوا على قدر واسع من العلم والثقافة والتقدم الحضاري، كانوا يلقبونهم بـ "المعلمين"  نظرا لتفوقهم وسعة اطلاعهم وثقافتهم مقارنة بالبرتغاليين، لقد كانوا يجيدون القراءة والكتابة باللغة العربية، "إن الدراسات الإستوريوغرافية حول البرازيل تربط وصول الإسلام إلى هذا البلد بتجارة الرقيق، وهي تجمع في تحليلاتها للإثنيات الزنجية المسلمة في البرازيل، على أن الأمر يتعلق بمجموعات بشرية ذات مستوى ثقافي لابأس به، كانت تعرف القراءة والكتابة، ولم تختلط ببقية الرقيق ذوي الأصول الأفريقية، تزعمت أهم التمردات الزنجية التي عرفتها البرازيل، وتصف هذه الدراسات الإسلام بالديانة التي تبعث على عزة النفس، وتقاوم كل محاولات التمسيح، كما تصف الزنوج الذين يدينون بها في البرازيل بـ "أناس متشامخين ثائرين لهم عزة نفس"، "ومن الواضح أن الزنجي المستورد كان متقدم من الناحية الثقافية أكثر من الهندي البرازيلي وذلك لأن بعضهم كان يكتب ويتحدث العربية ".
وامتد التأثير الحضاري  للعبيد عبر إتقانهم للغة العربية، حتى أن عملية التواصل والتخاطب بين السادة كانت تتم عن طريق العبيد المسلمين "الأسياد الأميون كانوا يتخاطبون من خلال عبيدهم الزنوج : يكتب العبد المسلم رسالة السيد الأمي إلى زميله السيد الآخر الذي يقرأ له الرسالة عبده المسلم المتعلم"، يقول الدكتور شاكر مصطفى " ولكن إفريقيا قدمت إليها أيضا (للبرازيل):.. معلمين للمدارس كما قدمت وهو الأهم شيوخا مسلمين"، "جاءوا مؤدبين ووعاظا وأئمة صلاة ومعلمي دين، وكانوا في معظمهم من ممالك البورنو وسوكوتو وغاندو ذوات التنظيم السياسي المتقدم، والأدب الديني الإسلامي الكامل، ولهم مؤلفاتهم المحلية باللغة العربية، وفنهم القوي الأصيل الذي لايقارن بتفاهات البرتغاليين"، " كان " الماليز " يتمتعون بمستوي ثقافي عال إذا ماقورن بمستوى البرازيليين، وكانوا قادرين على القراءة والكتابة باللغة العربية"، "فى باهيا كانوا قادرين ان يكتبوا العربية بمهارة و كانوا أعلى ثقافة من أسيادهم بكثير"، هذا المعنى أكده جيلبيرتوفريريأن:ومن ذلك على مزارعولاية باهيا في عام 1835ربما كان أكبر عدد من الناس قادرة على القراءة والكتابة من أن ارتفاع كبير في المنازل ".
"وكان البرتغاليون يجلبون معهم إلى البرازيل في القرن الثامن عشر والتاسع عشر زنوجا أرقاء من المستعمرات البرتغالية في إفريقيا، ... في حين أن بعض هؤلاء الرقيق قد اعتنق الإسلام ويتحدث باللغة العربية، ومن بينهم سودانيين وصل بهم الأمر إلى إعلان ثورة عرفت بـ " ثورة الماليين " في باهيا بمدينة السلفادور ".
لقد شهدت تجارة الكتب نموا كبيرا وخصوصا بعد زيارة الشيخ البغدادي لتجمعات المسلمين في ريو دي جانيرو وريسيفي وسلفادور، كتب الكونت جوزيف آرثر دو كوبينو (1860-1882) الممثل الديبلوماسي الفرنسي في البرازيل أن الفرنسيين فوشون وديبون كانوا يبيعون سنويا للمستعبدين وللذين نالوا حريتهم، حوالي مئة نسخة من القرآن الكريم، إضافة إلى كتب قواعد وتصريف اللغة العربية مع شرح بالفرنسية".

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©