أكد الدكتور مايكل جوميز أن "هؤلاء العبيد كان يوكل لهم مهام فنية مثل الحلاقة أو البناء أو النجارة أو الرسم أو النحت على الخشب، وبعد فترة حدث نوعا من الاتفاق مع ملاكهم فكانوا يحصلون على جزء من أجورهم مقابل ترك حرية لهم في العمل وإعالة أنفسهم"، وأضاف "كان بعض العبيد من طوائف ومراتب اجتماعية مرموقة، فقد كان من بينهم أمراء وجنود ومعلمون وعلماء، تم أسرهم وترحيلهم كعبيد إلى بلاد مسيحية غربية".
أما بالنسبة للمجموعات المسلمة التي تم اختطافها من غرب أفريقيا فقد كانت أسمى في التعبير الفنى، وفي التعليم وفي قصائد الشعر وفي نوع الحياة و تنظيمها، وفي أساليب الزراعةو التجارة والقتال"، وأما أؤلئك الذين تم اختطافهم من السهوب الشرقية المسلمة في معظمها ... وكلها مناطق إسلامية متقدمة الحضارة، بسبب اتصالها الدائم بالشمال الإفريقي وبمصر".
وقد كان لهؤلاء العبيد الفضل في اكتشاف الذهبوالألماس "لقد أصر البرتغاليون أن يستعبدوا الأفارقة، لأنهم الأقدر على اكتشاف مناجم الذهب البرازيلية التي اكتشفت 1720م".. ولقد استطاع الأفارقة أن ينقبوا عن الذهب البرازيلي حتى في الأنهار والجداول وذلك تحت إمرة البرتغاليين".
يقول جيلبيرتو فريري "كانوا يشكلون عنصرا نشيطا، مبدعا، ويمكن أن نقول إنه نبيل في استعمار البرازيل لا يخفض من مكانته، إلا أنهم يعتبرون " رقيقا"! ماكانوا حيوانات جر أو عمال زراعة ولكنهم مارسوا دورا حضاريا بارزا، كانوا اليد اليمنى في التكوين الزراعي بينما كان الهنود، وبعض البرتغاليين اليد اليسرى، البرازيل تدين لهم على الأقل بقصب السكر والقهوة التي جلبوها والتبغ والقطن والحبوب، حتى الأدوات الزراعية الحديدية كلها إفريقية، وقد طورها الزنوج أنفسهم، والخلاسيون المولدون منهم حسب حاجلات البلاد، ليس هذا فحسب ولكن التعدين في البرازيل، واستخراج الحديد قد أخذا عن هؤلاء الإفريقيين، " كانت وسائلهم التقنية في ذلك أكثر تقدما من وسائل الهنود، ومن وسائل الأوروبيين أيضا، ويمكن أن نضيف تأثيرا ثالثا أيضا لهم هو الطهي، لقد اغتنى وارتقى بالإسهام الأفريقي" ونضيف أثرا رابعا هو رعي الماشية، إنها في ماتو غروسو من أصل أفريقي قامت على أكتاف الزنوج" ، ولقد "كان تأثير هؤلاء الزنوج أصيلا، خلاقا، طور المجتمع الذي كان على طريق التكون في البرازيل بعناصر ذات قيمة من الحضارة الإفريقية وتقنياتها المتقدمة، يومذاك لاعلى حضارة البرازيل ولكن على حضارة الولايات المتحدة أيضا".
لقد أقر البرتغاليون أنفسهم بأنه لولا العبيد الأفارقة ما استطاعوا أن يجنوا ثمرة واحدة من البرازيل وما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه"، "رسخوا أقدامهم في البرازيل، وبات تواجدهم وكثرة أعدادهم أمرا ملفتا للانتباه، ومن هنا لم يستطع أحد أن ينكر عليهم تواجدهم الفعال، وفي القرن السادس عشر الميلادي توقع البرتغاليون للأفارقة أن يصبحوا بعد أربعة قرون الركيزة الأساسية للاقتصاد البرازيلي".
" الزنجي هو الذي صنع البرازيل هذه هي الحقيقة الكبيرة لم يكن ممكنا أن تتحول هذه القارة إلى أرض مأهولة زراعية ومدن ومناجم وطرق دون الزنجي الذي أعطاها جسمه وروحه معا وحضارته الإسلامية".
قد يشكل مفاجأة حتى للبرازيليين أنفسهم . فالكثيرون يكرهون أو يتناسون الاعتراف بالدور الحضاري الذي قام به الرقيق الزنجي المسلم في تكوين البرازيلي الحضاري، ولكنه الواقع التاريخي الذي يتحدى".
ليست هناك تعليقات