الغاية من تشريع الشفعة.. منع تجزئة العقارات وتشتتها إلى قطع صغيرة والمساهمة في تحقيق السلم الاجتماعي بواسطة تحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي



تتجلى أهمية موضوع الشفعة في الحكمة أو الغاية التي من أجلها شرعت الشفعة، إذ مما لا جدال فيه أن الشفعة شرعت لتحقيق غاية معينة رغم أنها تعتبر قيدا و استثناء من الأصل العام إذ من الأصول الشرعية الثابتة أن مال الإنسان لا ينتزع منه إلا برضاه، إلا أن الشفعة شرعت و نظرا للمزايا العديدة التي تهدف إلى تحقيقها إذ لموضوع الشفعة أهمية قصوى على أكثر من مجال.
ففي المجال الاقتصادي تتجلى أهمية الشفعة في كونها ترمي إلى منع تجزئة العقارات و تشتتها إلى قطع صغيرة لدرجة يصعب معها مواصلة العمل فيها وهو ما ينعكس سلبا بدوره على التطور الاقتصادي و العقاري، فالشفعة تؤدي إلى الحؤول دون ذلك وبالتالي يتم ضم الحصة المبيعة إلى ملكية الشفيع الشيء الذي سيؤدي إلى استغلال العقار بطريقة أفضل تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني و تطويره ما دامت الثروة العقارية تشكل الدعامة الأساسية للاقتصاديات المعاصرة.
و في المجال الاجتماعي تكتسي الشفعة أهمية بالغة باعتبارها تساهم في تحقيق السلم الاجتماعي بواسطة تحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي و ذلك عن طريق التقليل من المنازعات العقارية و التقليص منها و يعتبر هذا الهدف هو السبب الرئيس الذي من أجله شرعت الشفعة. فالمشرع بإقراره لحق الشفعة أراد منع الضرر الذي يسببه الشيوع و حماية الشركاء من دخول شخص أجنبي للعقار المشترك قد يتعذر عليهم معايشته و التصرف معه في العقار المشترك، خاصة و أن الإنسان يميل بطبعه إلى الاهتمام بشؤونه الخاصة أكثر من شؤون غيره، و غالبا ما يطبع التواكل بين الشركاء حيث يلقي شريك مسؤولية إدارة الملك المشترك على غيره الشيء الذي ينتج عنه نوع من التصادم ستظهره آثاره على المال المشترك و بذلك تتحول الملكية العقارية من وسيلة للتقدم الاجتماعي و الاقتصادي إلى وسيلة لإثارة النزاعات و الصراعات وبالتالي التأثير على الاستقرار و الأمن الاجتماعي.


مواضيع قد تفيدك: