تعد فلسطين بلدا زراعيا منذ القدم، فقد كانت تشغل الزراعة عماد الاقتصاد الوطني، فهناك من الأدلة ما يثبت معرفة الزراعة في فلسطين منذ العصر الحجري الحديث. وزراعة الحبوب في فلسطين قديمة ترجع إلى آلاف السنين, شأنها في ذلك شأن المناطق المجاورة كمصر وسوريا والعراق, وقد عرف الإنسان الفلسطيني مجموعة من الحبوب البرية عمل على استئناسها وتطويرها وتحسينها.
وقد أقيمت القرى الزراعية فوق سطوح الهضاب، وعلي سفوح المرتفعات الجبلية ولا سيما السفوح الغربية منها, التي تسقط عليها كميات من الأمطار الكافية للزراعة، وكان هناك في أواخر القرن التاسع عشر نحو سبعمائة قرية فلسطينية تعتمد على الزراعة اعتمادا كليا، منها ستمائة قرية بنيت في مناطق المرتفعات أو منحدراتها أو عند أقدامها.
كما جذبت المناطق الساحلية التي يبلغ طولها 224كم، ومناطق الأودية النهرية, أو بالقرب من العيون أو المياه الجوفية مزيدا من القرى الزراعية حيث تتوافر المقومات الرئيسة للزراعة من أمطار ومياه جوفية وأنهار. وكان 65% سكان فلسطين حتى أوائل القرن العشرون يقنطون المناطق الريفية.