النزاعات القبلية والأخذ بالثأر في مصر.. التزام عرب سيناء بالطاعة والعمل بالعادات والتقاليد السائدة. الصراع بين أولاد سعيد والعليقات وبين قبيلتي الأواغير والشهابات

الأخذ بالثأر عادة من العادات القديمة مازالت قائمة حتى يومنا هذا, وتشكل اضطراباً واضحاً لدى العديد من القبائل في صعيد مصر والمناطق الحدودية, مما يترتب عليه عدم الاستقرار, ففي حدود مصر الشرقية مازال عرب سيناء يحرصون على الالتزام بالطاعة والعمل بالعادات والتقاليد السائدة, طبقاً للأعراف المعمول بها.
ففي عام 1905 م اختصم موسى بن نصار من قبيلة أولاد سعيد مع عيد بن محمد من قبيلة العليقات على مجموعة من الإبل, ورفعا الأمر إلى القائم مقام محمد بك إسلام قومندان سيناء, فدافع موسى عن حقه بحماسة, ولما اعترف الخصم بأنه لاحق له, تنازل موسى عن حقه كاملاً وفي عام 1908 م اتيحت الفرصة لقبيلتي الرميلات والسواركة للأخذ بالثأر من قبيلة الترابين فهاجموا محلات عرب الحناجرة الذين هم تحت حماية قبيلة الترابين , كما استولوا على أغنامهم, وعادوا إلى بلادهم.
أما فيما تعلق بحدود مصر الغربية:
فقد أبرز عامل الثأر ردود فعل متباينة من جانب الحكومة البريطانية والمصرية من جانب والدولة العثمانية من جانب آخر, فقد سبق أن أوضحنا المحاولة التي قامت بها الحكومة المصرية في 7 مارس 1907 م للتوفيق بين قبيلتي الأواغير والشهابات ولم تفلح الجهود المبذولة للصلح بسبب رغبة قبيلة الأواغير في الثأر لمقتل شقيق عبد القادر الكظة, وهو ما دفع اللورد كرومر بإرسال رسالة إلى جراي (Grey) وزير الخارجية البريطانية آنذاك وضح له فيها أن السلطات التركية فقدت السيطرة تماماً على البدو المقيمين على الحدود , وأنه يتوقع قتالاً دامياً بين كافة الأطراف بين البدو والأتراك في كلا الجانبين، وفي حالة تعرض قبائل أولاد على للهجوم داخل الأراضي المصرية فإن الحكومة المصرية ملزمة بحمايتهم.
وهذا ما حدث عندما أعلن متصرف بنغازي أن قبيلة  "البرصة" استولت على 150 رأساً من الأغنام كنوع من الثأر لمقتل أحد رجالهم, وسرقة عدد من الجمال, وأنها لن تعيد الأغنام المسروقة إلا إذا تمت عملية التعويض المتعارف عليها طبقاً للعادات والتقاليد البدوية وفي المقابل قام أولاد علي بالاستيلاء على قطيع من الأغنام في 14 مارس 1905 م تابع لقبيلة البرصة كنوع من الثأر لاعتداء بعض أفراد قبيلة البرصة على أغنام أفراد قبيلتهم وهكذا أثارت مشكلة غارات البدو تدخل حكومات بريطانيا وإيطاليا  لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الترتيبات الأمنية وتحقيق الانضباط إلى منطق الحدود من خلال الحد من تلك الصراعات التى أثارت مشكلة هامة وهى الرغبة في  ترسيم الحدود.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال