قبيلة أولاد الحاج: انتشار جغرافي وتاريخ من الترحال في ملوية الوسطى
تُعد قبيلة أولاد الحاج إحدى القبائل ذات التاريخ العريق والامتداد الجغرافي الواسع في منطقة ملوية الوسطى بالمغرب. تشتهر هذه القبيلة بكونها شهدت حركات ترحال وانتقال عبر الزمن، حيث استقرت فرق منها في مناطق جديدة بينما حافظت فرق أخرى على مواطنها الأصلية.
التوزع الجغرافي والترحال التاريخي:
تتركز الأماكن الأصلية لقبيلة أولاد الحاج في ملوية الوسطى. ومع مرور الوقت وتغير الظروف، شهدت القبيلة عمليات انتقال لأفواج منها إلى مناطق أخرى. على سبيل المثال، استقر جزء من هذه الأفواج في منطقة دبدو، وهي منطقة معروفة بتاريخها وعمقها الثقافي. في المقابل، فضلت أفواج أخرى من القبيلة البقاء في مواطنها الأصلية، ولا يزالون يقطنون القصور، وهي التجمعات السكنية التقليدية المحصنة التي تعكس نمط الحياة القديم في المنطقة.
كانت الدوافع وراء هذه الهجرات غالبًا ما تكون اقتصادية واجتماعية. فقد هاجر عدد كبير من أفراد القبيلة بحثًا عن الكلأ لمواشيهم، وهو أمر حيوي لقبيلة تعتمد بشكل كبير على الرعي. كما كانت الحاجة إلى إيجاد الرزق الذي يسد رمق عيشهم دافعًا أساسيًا للتحرك والتنقل بين المناطق المختلفة، سعيًا وراء فرص أفضل للحياة.
قصة الشيخ كروم والكرارمة في واد زا:
من بين الفروع التي تفرعت عن قبيلة أولاد الحاج، يبرز فرع الكرارمة، والذي يُعتقد أن جدهم هو الشيخ كروم. تُشير التوقعات إلى أن الشيخ كروم قد انتقل إلى منطقة واد زا، وقد كان اختياره لهذا الموقع مدفوعًا بتوفر ظروف ملائمة للزراعة وتربية الماشية. فمنطقة واد زا غنية بالمياه والتربة الخصبة، مما يوفر بيئة مثالية للأنشطة الزراعية والرعوية التي كانت تشكل عصب حياة القبيلة.
الامتداد الجغرافي الحالي للكرارمة:
يمتد المجال الجغرافي الحالي لقبيلة الكرارمة على طول واد زا، مما يؤكد ارتباطهم الوثيق بهذه المنطقة الخصبة. تقع أراضيهم حاليًا بين قبيلتين مهمتين في المنطقة وهما قبيلة بني كولال وقبيلة بني أوكيل. هذا التموضع الجغرافي يجعلهم جزءًا لا يتجزأ من النسيج القبلي والاجتماعي لواد زا.
تتركز الكرارمة بشكل أوسع حول معلم تاريخي هام وهو القصبة الإسماعيلية. تُعرف هذه القصبة محليًا باسم "السوق القديم"، مما يشير إلى أهميتها التاريخية كمركز تجاري واجتماعي للمنطقة. هذا التركز حول القصبة يعكس الارتباط التاريخي والجغرافي للكرارمة بهذا المعلم، الذي ربما كان نقطة تجمع أو مركزًا لأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية في الماضي والحاضر.