علاقة أيت اوسا بقبيلة أيت الحسن بمداشر القصابي والدشيرة وتيليوين.. معركة الكرارة في حمادة درعة بعد الهجوم على القوافل في اتجاه المسيد نواحي طان طان



تحاذي قبيلة أيت الحسن قبيلة أيت اوسا من الجهة الغربية، يبلغ عدد أسرها 1500 أسرة، تقطن بمداشر: القصابي، الدشيرة، تيليوين ... من أبرز اعيانها "الشيخ المختار ولد الناجم".
اغلب الحسنيين يعيشون حياة الترحال، غالبا ما يتجاوزون  الساقية الحمراء في اتجاه اماكن سقوط المطر، ليصلوا احيانا الى "زمور" و"تيرس".
إن حركية القبيلة لا تتجلى فقط في الترحال  بل تتجلى كذلك في القدرة الاقتصادية وفي الرمز الحربي وفي الصدام مع القبائل الاخرى، على ان الصراع  بين أيت اوسا وأيت لحسن ترجع أسبابه الى دهس أحد الجمال لحمل فقام الشجار بين الرعاة أعقبه شجار بين الللفين، وهو ما دفع قبيلة أيت أوسا الى الانتقال الى لف أيت عثمان بعد صراعها مع ايت الحسن، وقد كان هذا الانتقال  بمثابة عامل دعم للف الآخر، رغم محاولات أبناء بيروك إرجاع قبيلة أيت اوسا إلى لفها الأصلي، إلا أن محاولتهم  باءت بالفشل، وبالتالي  فان تحالفها مع أيت بلا لم يمنعها من الحفاظ على قوتها العسكرية بالرغم من تواجد قبيلة ازوافيط  سيدة  لف أيت بلا.
أحرزت القبيلة انتصارات متواصلة على جل قبائل  لفها الأول أيت الجمل وهذا ما يعزز الدور الاستراتيجي والعسكري للقبيلة، وبما أن قبيلة أيت اوسا كانت قبيلة تعرف الاستنفار والتأهب للحرب باستمرار وتبذل تضحيات في سبيل صيانة مقوماتها الأساسية، فإن هذا جعلها تدخل في صراع مرير مع أيت لحسن، خاصة أن كلا الكتلتين شكلتا قوتان عسكريتان، فيها العديد من الرحل وكانت الحروب الدائرة بين القبيلتين تعتمد على المباغتة والنهب وكثيرا ما تتكبد القبيلتين الخسائر الفادحة والتي تنعكس سلبا على مقوماتها المادية  والمعنوية، خصوصا خسارة الثروة الحيوانية بما فيها الجمال والخيول إضافة إلى تخريب القصور.
تحكي الذاكرة الشعبية عن رحلة قبيلة أيت اوسا لتستقر "بالمسيد" نواحي مدينة "طان طان"، ونظرا لكثرة عددها فقد وصل جزء منها الى "المسيد"، في حين لازال الجزء الباقي على مشارف مدينة "طان طان"، وهنا تعرض هذا الجزء الأخير لهجوم من قبيلة ايت لحسن وقتلوا العديد من الرجال والنساء، واخذوا الإبل والحبوب، وفي أعقاب ذلك استنفرت القبيلة كل قواتها ولحقت بايت لحسن قرب "عوينة أيت أوسا" وقتلوا منهم 70 شخصا مما اضطر أيت لحسن إلى الاستعانة بأحد أفراد قبيلة أهل الشيخ ماء العينين لتوقيع الصلح.
وتبقى معركة "الكرارة" في حمادة درعة هي المعركة الوحيدة التي ذكرها أغلب المستجوبين انتهت بانتصار أيت اوسا.
بالرغم من انتهاء هذا الصراع المسلم إلا انه لا تزال بعض نتائجه السلبية متجذرة، حيث تتجلى اساسا في الزواج،  ذلك انه عندما يرغب شخص من قبيلة أيت أوسا بالزواج من فتاة تنتمي الى قبيلة أيت لحسن يلقى معارضة شديدة من طرف الابوين بدعوى "أنهم ماهم مباركين علينا"
وخلاصة القول فإن علاقة قبيلة أيت أوسا مع أيت لحسن ما دامت متوثرة فإنها ستكون كذلك مع بقية قبائل أيت الجمل التي لها علاقة قرابة مع أيت لحسن اكثر من أيت اوسا. 


مواضيع قد تفيدك: