مسجد بالي هونيس: أول مسجد في أيرلندا بُني لهذا الغرض
تاريخ التأسيس والأهمية:
يعتبر مسجد بالي هونيس في أيرلندا معلمًا تاريخيًا بارزًا، حيث تم افتتاحه عام 1986. ما يمنحه أهمية خاصة هو كونه أول مبنى في البلاد يُشيد خصيصًا ليكون مسجدًا، على عكس المساجد الأخرى التي أقيمت في مبانٍ قائمة تم تحويلها، مثل المنازل أو المستودعات. هذا التفرد جعله رمزًا لنشأة الوجود الإسلامي في أيرلندا، وخطوة فارقة في تأسيس مجتمع مسلم مستقر.
الدافع وراء البناء:
وراء بناء هذا الصرح قصة رجل أعمال مسلم من أصل باكستاني يُدعى شير رفيق. كان يمتلك في تلك الفترة مصنعًا للحوم الحلال في مدينة بالي هونيس، وهي بلدة صغيرة ونائية في شمال غرب أيرلندا. كانت غالبية القوى العاملة في مصنعه من المسلمين، ومع تزايد أعدادهم، أصبحت الحاجة إلى مكان للصلاة والعبادة ضرورة ملحة.
لم يكن مسجد بالي هونيس مجرد مبنى، بل كان استجابة عملية لحاجة المجتمع المحلي المتنامي، مما جعله مركزًا روحانيًا واجتماعيًا يخدم العمال وأسرهم.
حجم المسجد واستمراريته:
يتميز المسجد بتصميمه المتواضع وحجمه الصغير، حيث يستوعب حوالي 150 مصلٍ، وهو ما يعكس حجم الجالية المسلمة في المدينة في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أن مصنع شير رفيق قد أفلس لاحقًا، وانتقل هو وعائلته إلى بريطانيا، إلا أن إرثه ظل حيًا.
مسجد بالي هونيس اليوم هو أكثر من مجرد مكان للصلاة؛ إنه مركز حيوي يخدم الجالية المسلمة الصغيرة التي بقيت في المدينة، ويعد نقطة تجمع أساسية لها. يمثل هذا المسجد دليلاً على قدرة المجتمعات على الاستمرار والتكيف، حتى بعد رحيل المؤسسين، ويظل شهادة على الجهود المبكرة لإنشاء وجود إسلامي دائم في أيرلندا.