نشأة وتطور قروض التجمع البنكي.. الحصول على كميات كبيرة من الأموال و بآجال استحقاق طويلة أو متوسطة مع إمكانية توزيع المخاطر التي يوفرها هذا النوع من القروض

فكرة القروض المجمعة قديمة، تعود في أصلها إلى الأسواق التجارية التي كانت تقام في مدينتي (Antwerp)، و(Lyons)، عندما كانت مجموعة من المقرضين تقدم التمويل اللازم لعملية واحدة تفوق قدرة الممول الواحد، ومع الأيام تطورت هذه الفكرة حتى أصبحت فناً متقدماً ونمت من حيث الحجم والأهمية لتصل إلى مستوى جعل منها وسيلة هامة من وسائل التمويل في المجالين الدولي والمحلي، إذ أنها كانت الأداة التي تمكنت بواسطتها الكثير من الحكومات ومؤسساتها والمشاريع الخاصة من الحصول على جزء هام من احتياجاتها التمويلية ذات الحجم الكبير.
ويمكن أن نعزو تطور سوق هذا النوع من القروض بشكل رئيسي إلى تطور سوق الدولار الأوربي، الأمر الذي ساهم كثيراً في تطور فكرة القروض المجمعة، حيث أوضحت العديد من الدراسات أنه وفي منطقة اليورو بالذات تطورت سوق القروض المجمعة تطورا سريعا وخاصة خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وهي اليوم تشكل ثلث ما تحصل عليه الشركات الأوربية من تسليفات، وأوضحت الدراسات أن القروض المجمعة بالإضافة لسندات الشركات هي المصدر المفضل من قبل إدارات هذه الشركات لتغطية احتياجاتها التمويلية الكبيرة وذلك لأنها ومن خلال القروض المجمعة تستطيع الحصول على كميات كبيرة من الأموال و بآجال استحقاق طويلة أو متوسطة، عدا عن إمكانية توزيع المخاطر التي يوفرها هذا النوع من القروض.