الخريطة القبلية في بئر السبع: تحليل لتواجد قبيلة بلي، قصة عشيرة الظُلام، وعلاقتها بالقبائل الكبرى مثل التياها والترابين

قبيلة بلي في بئر السبع: النشأة والتحالفات

يُقدم هذا النص لمحة تاريخية واجتماعية عن تواجد قبيلة بلي في منطقة بئر السبع، مسلطًا الضوء على فروعها، ونشأتها، وتحالفاتها مع القبائل الأخرى. يعكس التواجد المحدود لهذه القبيلة مقارنة بالقبائل الكبرى في المنطقة، ويُفسر بعض الأسماء والتحالفات التي أثرت في هويتها.


الفريق النازل من بلي: التواجد المحدود والفروع

يُعدّ عدد أفراد قبيلة بلي في منطقة بئر السبع قليلًا نسبيًا مقارنة بالقبائل الكبيرة الأخرى مثل الترابين، العزازمة، والتياها. يُقدر عددهم بنحو 300 فرد، ويقيمون في منطقة تُعرف باسم أم دبكل. ينقسمون إلى أربعة فروع رئيسية:

  • العرادات
  • القرينات
  • الهروف
  • الزبالة

لقد تعاقب على مشيخة هذا الفريق عدد من الشيوخ، بدءًا من الشيخ مريزيق الكنيشي، مرورًا بمسعد الهرفي وسالم أبو لمونه، وانتهاءً بهليل الصهابين. يُطلق عليهم أحيانًا اسم "بلي الحجازية"، وهو لقب يُشير إلى حداثة استقرارهم في المنطقة، ويميزهم عن عشائر بلي الأخرى التي سبقتهم في التواجد.


عشيرة الظُلام: القصة، النسب، والمنازل

تُعتبر عشيرة الظُلام أكبر عشيرة من بلي تسكن بئر السبع، وتتميز بقصة نشأتها المثيرة التي تفسر تسميتها. تعود تسمية الظُلام إلى حادثة وقعت بين رجلين من قبيلة بلي، حيث قام أحدهما بقتل ابن الآخر. عند التفاوض على الدية، رفض القاتل إعطاء الجمل الأربعين والأخير من الدية، مما دفع بوالد المقتول إلى قتله والانتقام لابنه. ونتيجة لهذا الفعل، لُقّب القاتل بـ "ظالم"، وهو الاسم الذي تطور لاحقًا ليصبح "الظُلام".

بعد هذه الحادثة، فرّ "ظالم" واعتصم برجل غني من عشيرته يُدعى "اللهيب"، وعمل لديه راعيًا. ومع مرور الوقت، تزوج ظالم من فتاة من قوم اللهيب، وتكاثرت ذريته، وأنجب ثلاثة أولاد هم:

  • مهنا: وهو جد المهاينة (جماعة أبو صبيح وأبو قرينات).
  • جنبوب: وهو جد الجنابيب.
  • راعي الهميسة: وهو جد الهميسات (ظُلام أبي ربيعة).

استقر الجنابيب في منطقة الحفير، بينما غادرت بقية الفروع (اللهايبة، المهاينة، والهميسات) إلى مناطق أخرى مثل اللقية، خويلفة، والعراقيب.


تحالفات الظُلام مع قبيلة التياها:

على الرغم من أن الظُلام ينتمون أصلاً إلى قبيلة بلي، إلا أنهم أقاموا تحالفًا قويًا مع قبيلة التياها في بئر السبع. هذا التحالف كان وثيقًا لدرجة أن البعض اعتقد خطأً أن الظُلام هم جزء من التياها. لكن الحقيقة أنهم كانوا حلفاء وشاركوا مع التياها في حروبهم، خاصة ضد قبيلة الترابين.

تؤكد المصادر التاريخية أن الظُلام خاضوا معارك شرسة إلى جانب التياها، وساهموا في صد الترابين حتى منطقة الشلال. ومع ذلك، بعد أن تلقت قبيلة الترابين الدعم من حليفهم أبي سرحان، انهزم التياها وحلفاؤهم الظُلام، وخسر الظُلام في تلك المعركة ما يقارب ثمانين فارسًا.


منازل الظُلام ومشيختهم:

تنتشر عشيرة الظُلام في عدة مناطق رئيسية، منها:

  • الملح
  • كسيفة
  • عرعرة

ويُشرف على عشيرة الظُلام عدد من الشيوخ، وهم:

  • الشيخ سليمان بن خليل بن ربيعة (شيخ الهميسات).
  • الشيخ محيسن بن حميد أبو جويعد (شيخ اللهايبة).
  • الشيخ سلام بن صبيح بن علي (شيخ المهاينة).

من أبرز رجالاتهم التاريخيين الشيخ سالم أبو ربيعة، الذي عُرف بصفاته القيادية والكرم والفروسية، وقُدرت مكانته من قبل الأتراك الذين منحوه العديد من الأوسمة.

تتفرع عشيرة الظُلام إلى عدة أفخاذ، منها:

  • أبي ربيعة: وتشمل فروع: ربيعات، المحمدين، القرعان، وغرباء.
  • أبو جويعد: وتشمل فروع: رحاحله، بدور، معايدة، حرابنة، وغرباء.
  • أبي قرينات: وتشمل فروع: غولة، أبو قرينات، عيال سليمان، غرباء، وغنامين.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال