مدراء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: تاريخ من القيادة الأكاديمية
تُعدّ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (KFUPM) واحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وقد لعب دورًا محوريًا في تنمية الموارد البشرية المتخصصة في مجالات الطاقة والهندسة والعلوم. على مدار تاريخها، تولى إدارتها نخبة من القادة الأكاديميين الذين ساهموا في تطويرها وتوسيع نطاقها. فيما يلي، نظرة تفصيلية على مسيرة المدراء الذين قادوا الجامعة منذ تأسيسها.
1. الدكتور صالح بن عبد القادر أمبا (1384 هـ - 1391 هـ)
يُعتبر الدكتور صالح أمبا أول مدير لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. تولى هذا المنصب في فترة التأسيس، حيث كانت الجامعة لا تزال تُعرف باسم "كلية البترول والمعادن". تكمن أهمية هذه المرحلة في وضع حجر الأساس للمؤسسة، وتحديد هويتها الأكاديمية، ووضع الخطط الأولية للبرامج التعليمية والبحثية. قاد الدكتور أمبا عملية تأسيس الكلية، وشهدت فترة إدارته انطلاقة مسيرة تعليمية وبحثية رائدة في مجالات حيوية للمملكة.
2. الدكتور بكر بن عبد الله بن بكر (1391 هـ - 1416 هـ)
يُعدّ الدكتور بكر بن بكر أحد أبرز مديري الجامعة، حيث قادها لفترة طويلة امتدت لأكثر من عقدين. في عهده، تحولت "كلية البترول والمعادن" إلى "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن" في عام 1395 هـ (1975 م). شهدت هذه الفترة توسعًا هائلًا في مرافق الجامعة وبرامجها الأكاديمية. تميزت إدارته بالتركيز على تطوير البحث العلمي وتعزيز الشراكات الدولية، مما ساهم في رفع مكانة الجامعة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. تُعتبر فترة إدارته نقطة تحول كبرى في تاريخ الجامعة، حيث أصبحت مؤسسة متكاملة تضم كليات متعددة ومراكز بحثية متقدمة.
3. الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الدخيل (1416 هـ - 1424 هـ)
تولى الدكتور عبد العزيز الدخيل إدارة الجامعة في مرحلة حاسمة من تاريخها. واصل في هذه الفترة جهود التطوير الأكاديمي والبحثي، مع التركيز على تحديث المناهج لتواكب التطورات العالمية في مجالات الهندسة والعلوم. شهدت فترة إدارته نموًا في عدد الطلاب والبرامج، مما عزز مكانة الجامعة كصرح تعليمي وبحثي رائد في المملكة. عمل على ترسيخ سمعة الجامعة كمركز للابتكار والتكنولوجيا، وساهم في بناء جسور التعاون مع القطاع الخاص والصناعي.
4. الدكتور خالد بن صالح السلطان (1424 هـ - 1441 هـ)
تولى الدكتور خالد السلطان منصب مدير الجامعة في عام 1424 هـ، واستمر في قيادتها حتى عام 1441 هـ. شهدت فترة إدارته تحولًا نوعيًا في استراتيجية الجامعة، حيث تم التركيز على التوجه نحو العالمية وتعزيز التميز في البحث العلمي. في عهده، حققت الجامعة قفزات كبيرة في التصنيفات العالمية للجامعات، وأطلقت العديد من المبادرات البحثية والشراكات مع جامعات ومؤسسات بحثية مرموقة حول العالم. عمل الدكتور السلطان على جعل الجامعة مركزًا عالميًا للمعرفة والابتكار، وترك بصمة واضحة في مسيرة تطورها.
5. الدكتور محمد بن صالح الغامدي (1441 هـ - حتى الآن)
في عام 1441 هـ (2019 م)، تولى الدكتور محمد بن صالح الغامدي إدارة الجامعة. يركز الدكتور الغامدي على استكمال مسيرة التميز، مع التركيز على أهداف رؤية المملكة 2030، وتطوير برامج أكاديمية مبتكرة تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة، وتعزيز دور الجامعة في دعم الاقتصاد المعرفي.