قبائل الأحلاف: تاريخ وأصول قبائل بني معقل العربية في شرق المغرب
تُمثّل قبائل الأحلاف مجموعة قبلية عريقة تُعرف بوجودها في المنطقة الشرقية من المغرب. يُعدّ تاريخها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ هجرات القبائل العربية الكبرى التي استوطنت شمال أفريقيا. تتشكل هذه المجموعة القبلية من خمسة فروع رئيسية، وتعود أصولها إلى قبائل عربية عريقة، مما يجعلها موضوعًا مهمًا للدراسة في علم الأنساب والتاريخ.
الأصول التاريخية والهجرة:
ترجع أصول قبائل الأحلاف إلى قبيلتين عربيتين أساسيتين هما: العمارنة والمنبات. وهاتان القبيلتان هما فرعان من ذوي منصور، وهم بدورهم جزء من قبائل بني معقل العربية.
قدمت قبائل بني معقل إلى المغرب وباقي الدول العربية في القرن الثاني عشر الميلادي، ضمن هجرة عربية واسعة النطاق. لم تستقر هذه القبائل في مكان واحد منذ البداية، بل مرت بعدة مراحل في رحلة استيطانها:
- المرحلة الأولى: استوطنت القبائل في البداية جنوب الأطلس الكبير وفي المناطق الصحراوية، حيث أقامت لبعض الوقت وتأقلمت مع البيئة الصحراوية.
- المرحلة الثانية: بعد فترة، واصلت القبائل مسيرتها نحو الشمال، حتى حطت رحالها في المنطقة الشرقية من المغرب. وقد اختارت هذه المنطقة الغنية بالمياه والخصوبة، واستقرت على ضفاف نهر ملوية وفي منطقة وادي الزا وتافراطة.
الفروع المكونة لقبائل الأحلاف:
تتألف قبائل الأحلاف من خمسة فروع رئيسية، لكل منها خصائصه وتاريخه، لكنها جميعًا تتشارك في الأصل والنسب:
- الكرارمة: يُعدّون من أبرز فروع الأحلاف، ويتميزون بانتشارهم الواسع في المنطقة.
- أولاد سليمان: من الفروع التي لها مكانة مرموقة في المنطقة، ويُعرف أبناؤها بالترابط القوي فيما بينهم.
- أولاد المهدي: من القبائل التي لها تاريخ عريق، ويُعرفون بتمسكهم بالعادات والتقاليد القبلية.
- الأرباع: من الفروع التي تُعرف بقوتها وتنظيمها، وشاركت في أحداث تاريخية مهمة في المنطقة.
- غفولة: فرع يتميز بانتشاره في مناطق متعددة، ويُعرف أبناؤه بكرمهم وحسن ضيافتهم.
تُشكل هذه الفروع الخمسة معًا نسيجًا اجتماعيًا مترابطًا، وتُمثل قبائل الأحلاف جزءًا حيويًا من المكون السكاني للمنطقة الشرقية، مُحافظةً على إرثها العربي الأصيل وتقاليدها العريقة.