تخاذ الأرباب شفعاء عند عرب الجاهلية.. الدين الصابئي يرى بأنه لابد من وسطاء فى الاتجاه إلى الله

باتخاذ "الأرباب" شفعاء والاتجاه إليهم فى الصلاة إلى الله واعتبار الله لهؤلاء الأرباب أيضاً رباً، ومن هنا كان تعريفه بأن رب الأرباب جرى، بجانب الدين الحنيف، الدين الصبائى ليغتمر العصر الجرهمى الآخر دينان لا يختلفان فى أسس العبادة الجوهرية من الالتقاء عند عقيدة واحدة تنحصر فى الاعتراف بألوهية "الله" إلهاً مسكنه السماء، محفوفاً بهذه الحاشية من الملائكة التى خلقها من نفس عنصره النورى.. ولكن.. عند رأيين جريا فى تعارض جوهرى يتعارضان، يفترق الدينان، فبينما كان الدين الصابئي يرى بأنه لابد من وسطاء فى الاتجاه إلى الله كان الدين الحنيف معرضاً عن اتخاذ الملائكة شفعاء وزلفى إلى الله لاغياً بينه وبين الله وساطة أى وسيط إلا خلجات النفس ومواجد القلب!
هذا هو الفرق الجوهرى بين الدين الحنيفى والدين الصبائى اللذين لم يختلفا فى الماهية كتعبيرين ظاهرين فى الخارج لما يجيش فى الداخل من إحساس فطرى لوجود قوة حكمية تهيمن على الكون والكائنات واللذين حفرا فى سجل التاريخ الدينى لهما تاريخاً غداة انحسر الزمن عن بناء مكة، كعبة الدين الحنيف والدين الصابئي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال