العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT) في مستشفى دوسلدورف الجامعي
يُعد العلاج بالأكسجين عالي الضغط (Hyperbaric Oxygen Therapy - HBOT) إجراءً طبيًا متقدمًا وحيويًا، يُستخدم في مستشفى دوسلدورف الجامعي وغيره من المراكز المتخصصة، لزيادة كمية الأكسجين المتاحة لأنسجة الجسم المتضررة، وبالتالي تعزيز قدرتها على الشفاء.
آلية العلاج وكيفية عمله:
1. الإجراء الأساسي:
- البيئة العلاجية: يتم العلاج عن طريق وضع المريض داخل غرفة ضغط عالي (Hyperbaric Chamber) خاصة.
- التنفس النقي: يتنفس المريض الأكسجين النقي بنسبة 100%، عادةً عبر قناع طبي أو غطاء للرأس، لفترة زمنية محددة.
- زيادة الضغط: يتم رفع ضغط الهواء داخل الغرفة إلى مستوى أعلى من الضغط الجوي المعتاد (عادةً ما يعادل 2 إلى 3 أضعاف الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر).
2. التأثير الفسيولوجي المعزز:
- زيادة ذوبان الأكسجين في الدم: يتيح الضغط العالي لذوبان كميات أكبر بكثير من الأكسجين في بلازما الدم، بما يتجاوز قدرة خلايا الدم الحمراء على الحمل.
- نقل الأكسجين المضاعف: بالمقارنة مع استنشاق الهواء العادي، يمكن أن ينقل الدم كمية أكسجين أكبر بكثير (تصل إلى 20 ضعفًا) أثناء جلسة العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT).
- وصول الأكسجين إلى الأنسجة المتضررة: يضمن هذا التركيز العالي في الدم وصول الأكسجين بكميات كافية إلى الأنسجة التي تعاني من نقص التروية أو ضعف الإمداد بالأكسجين، بسبب مرض أو تلف في الأوعية الدموية.
فوائد العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT):
تكمن القيمة العلاجية لهذا الأسلوب في قدرته على التغلب على المشكلات التي تعيق وصول الأكسجين الطبيعي إلى الخلايا:
- معالجة نقص الأكسجين: يساعد HBOT على تزويد الأنسجة بكمية كافية من الأكسجين، حتى تلك المتأثرة بأمراض تعيق إمداد الأكسجين بشكل طبيعي.
- تحسين التئام الجروح: عندما تتقلص الأوعية الدموية (صغيرة كانت أم كبيرة)، يضعف التئام الجروح. يعمل HBOT على تحسين التروية الدموية وتعزيز إمداد الأكسجين، مما يسرع من عملية إغلاق الجروح وشفائها.
التطبيقات السريرية المحددة (دواعي الاستعمال):
يُستخدم العلاج بالأكسجين عالي الضغط في مستشفى دوسلدورف الجامعي لمعالجة مجموعة متنوعة من الحالات التي تتأثر سلبًا بنقص الأكسجين أو ضعف آليات الشفاء الطبيعية، بما في ذلك:
- مشاكل التئام الجروح: مثل الجروح المشكلة التي يصعب شفاؤها، على رأسها قرح القدم السكري وقرح الساق، حيث يساعد العلاج على تحسين إمداد الأنسجة بالأكسجين لتعزيز إغلاق الجرح.
- أمراض الأذن والسمع: يستخدم لعلاج فقدان السمع المفاجئ، والطنين، والصدمات النفسية الصوتية.
- التهابات الأنسجة العميقة: مثل علاج التهاب العظم والنخاع.
- الأضرار الناتجة عن الإشعاع: يتم تطبيقه لعلاج التهاب المثانة الإشعاعي والتهاب المستقيم الإشعاعي.
- الاضطرابات الوعائية والعصبية: يدخل العلاج في بروتوكولات علاج الصداع النصفي (الشقيقة) وبعض الاعتلالات الوعائية.