النسب والتاريخ المبكر لقبيلة إدا إبراهيم:
تُعد قبيلة إدا إبراهيم من القبائل العريقة في المنطقة، وتُنسب إلى جدها الأعلى إبراهيم بن لحسن بن عثمان بن مندي. ويُذكر أن الجد الأخير، مندي، كان له دور تاريخي مهم؛ حيث كان عاملاً (والياً) لمؤسس الدولة المرابطية، وهو عبد الله بن ياسين، وذلك على منطقة بلاد نول لمطة، والتي كانت عاصمة وادي نون. هذا النسب يربط القبيلة بجذور تاريخية عميقة تعود إلى فترة تأسيس الدولة المرابطية في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي.
الموطن والمجال الجغرافي:
تتخذ قبيلة إدا إبراهيم من مدينة تاغجيجت قاعدتها الرئيسية وموطنها الأصلي. وتُشير كتب التاريخ إلى أن القبيلة شهدت حركات تنقل وهجرات بين مناطق مختلفة، تحديداً بين بلاد حوز مراكش وجنوب بلاد سوس. وقد نتج عن هذا التنقل بقاء جزء منهم في جنوب الأطلس الكبير الغربي، وهم الذين يُعرفون حالياً باسم قبيلة إدا أوزيكي.
تتميز حدود القبيلة باتساعها وتنوع تضاريسها، حيث تمتد من:
- من الشمال: تمنارت حتى أكجكال.
- من الجنوب: تامكروت نتوزونت حتى رأس جبل أغبالو وقمة تيكديرت وامان.
- نقاط حدودية أخرى: تشمل أيضاً قمة تيكديرت أم كجد وبئر بوكلين.
الهيكلة الداخلية والفروع الرئيسية:
- إد سعيد أولحسن: يُعد هذا الفرع من أكبر الفروع وينقسم إلى:
- الفرق المستقرة: (إدا أوسعيد - الخندق - إيغير نتزغوات - إيكرامن - بوتيكجدة - بلا أوحمو - بونايدون - إيرز).
- الفرق الرُحَّل: (إد أحماد أومسعود - إد مبارك أوبراهيم - إد عبد القادر - أيت واحمان أيت تاركمايت).
- إد سعيد أوبراهيم: ينقسمون إلى:
- الفرق المستقرة: (بوموسى - تاوريرت).
- الفرق الرُحَّل: (إدا أوبيان - بودرارة).
- إد الحر: ينقسمون إلى:
- (إد الحر الدرعاويين - إد رضوان جبل باني).
- مخازن جماعية (إيكيدار): يمتلكون مخازنهم الجماعية في منطقة تكموت.
- إد موسى أوداود: ينقسمون إلى:
- (إد عبد المولى - إد بوقيود - أيت تمزيغت).
- مخازن جماعية (إيكيدار): تقع مخازنهم الجماعية في قصبة أيت موسى.
- إد زولكان: يتوزعون إلى الفرق التالية: (إدا بولحسن - بويعلى - أكادير إيدران).
- أيت إيغرمان: يتوزعون إلى الفرق التالية: (أيت جرار - إينزيفت - تيسلان - إيغرغار - إيكم - إيغرم - إيكوزولن).
الدور السياسي والصراعات التاريخية:
لعبت قبيلة إدا إبراهيم دوراً سياسياً وعسكرياً بارزاً في المنطقة، خاصة في تفاعلها مع السلطة المركزية والصراعات القبلية.
شخصيات قيادية بارزة:
شهدت القبيلة بروز عدة رؤساء ووجهاء كان لهم تأثير في تاريخها السياسي:
- الشيخ سيدي أمحمد أوبراهيم: كان رئيساً لسوق الخميس وأكادير مقورن.
- الولي سيدي صالح: مدفونه في قصر أهل توزونت، ويُذكر أنه كان من أكبر المساندين للزعيم علي بودميعة السملالي.
التفاعل مع الحكم العلوي:
سجل تاريخ القبيلة تفاعلات معقدة مع سلاطين الدولة العلوية:
- ثورة ضد الضرائب: دخلت القبيلة في ثورة ضد مولاي عبد المالك، خليفة السلطان مولاي إسماعيل العلوي، وذلك عندما فرض الأخير ضريبة باهظة تُقدر بـ 1000 غرارة من الذرة (حوالي 200 كغ للغرارة الواحدة).
- التحالفات العسكرية: تؤكد رسائل مخزنية استعانة السلطان محمد بن إسماعيل العلوي بالقبيلة لتعزيز قوته ضد أعدائه من أهل قبيلة الساحل عام 1115هـ.
- تحالف محمد العالم: شاركت قبيلة إدا إبراهيم، متحالفة مع قبيلة أيت حربيل، تحت لواء الأمير محمد العالم (ابن السلطان مولاي إسماعيل) عام 1118هـ، وهو التحالف الذي انتهى بمقتل الأمير محمد العالم على يد والده السلطان.
الصراعات القبلية:
خاضت القبيلة صراعات عنيفة لتأكيد نفوذها والدفاع عن أراضيها:
- صراع أدرار نيداوثلاثا: وقعت صراعات قوية بين إدا إبراهيم وقبيلة إد بوعشرة حول موقع أدرار نيداوثلاثا، وهو موقع حصين استراتيجي كان محط نزاع.
- صراع قير إيرز: واجهت القبيلة هجوماً من قبيلة أيت أحماد (سيدة قبيلة أيت لحسن المنتمية إلى لف أيت الجمل، مثل قبيلة أيت أسا) التي احتلت موقع قير إيرز في تاغجيجت. نجحت إدا إبراهيم في تحرير الموقع بمساندة من قبيلة إزوافيط.
- حماية التجارة: أفشلت القبيلة تحالفاً مع القبائل المجاورة محاولة الزعيم السملالي الحسين أوهاشم، سيد بلاد إيليغ، تحطيم تجارة أهل بيروك، وتمكنوا من هزيمته وحماية مصالحهم التجارية.