نماذج للرقابة على الأداء كما قام بها الرسول (ص):
1- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث إلى الأقاليم أمراءه وعماله على الصدقات ويوضح لهم القواعد والأحكام.
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حاسب هؤلاء العمال على المستخرج (الإيرادات) والمنصرف منها وكيفية ذلك ففي الصحيحين عن أبى حميد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل النبى صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأرد يقال له ابن اللتيبة على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدى لى فقال النبى صلى الله عليه وسلم" ما بال الرجل نستعمله على العمل مما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أهدى إلىَّ فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى إليه أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ منه شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رعاء أو بقرة لها خوار، أو شاة تبعر ثم رفع يديه.. وقال اللهم بلغت ثلاثا فترك ابن اللتيبة ما أهدي إليه ولم يمسه، فاتجه إليه أبو ذر وقال: هذا أفضل فقال الرجل ما كنت أدري فقصد ابن اللتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتذر وطلب العفو وهكذا وضح الرسول صلى الله عليه وسلم القواعد التطبيقية للرقابة على أموال الدولة وحاسب المسلمين عليها.
2- وقد روى أبو هريره رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صوبة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال أصابته السماء يا رسول الله قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غشنا فليس منا".
3- وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكشف أعمال الولاة وينقل ما يسمع إليه من أخبارهم وقد عزل العلاء بن الحضرمي عامله على البحرين لأن وفد عبد القيس شكاه، وولى ابن سعيد بدلاً منه وقال له: استوصيك بعبد القيس خيراً وأكرم ساداتهم.
4- كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يمنع الناس من تلقي الركبان حتى يجتمع البائعون وتسير الحياة الاقتصادية سيرها الطبيعي.
5- كما كان يعمل على تشجيـع الاسـتيراد ويمنع الاحتكار فيقول "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون " كما قال أيضاً لا يحتكر إلا الخاطئ".
