تساقط الأمطار في افريقيا.. كميات كبيرة في الشريط الاستوائي والعروض القريبة منه في جميع فصول السنة وأمطار شتوية في نطاق المناخات المتوسطية

يرتبط هطل الأمطار ومواسمها بحركة الشمس الظاهرية وسقوط أشعتها عمودية بين مداري السرطان والجدي. إذ تهطل الأمطار بكميات كبيرة في الشريط الاستوائي والعروض القريبة منه في جميع فصول السنة، وتصل حدودها القصوى في زاوية خليج غينية حيث تزيد كميات الأمطار في جبال الكمرون على 10000مم سنوياً. وتهطل الأمطار شمال وجنوب الشريط الاستوائي في فصلين يتفقان مع سقوط الأشعة الشمسية عمودية في رحلتها الظاهرية بين المدارين يفصل بينهما صيف جاف قصير وشتاء جاف طويل، وتعرف هذه الأمطار باسم «الأمطار السمتية». وتراوح كميات الأمطار هنا بين 1000-2000مم وسطياً، ويتحد فصلا المطر في فصل واحد أمطاره صيفية في الشريطين المداريين (في السودان شمالاً وفي نطاق حوض الزامبيزي جنوباً)، وتراوح بين 500-1000مم وسطياً. ويستمر تناقص كميات الأمطار مع الابتعاد عن خط الاستواء جنوباً وشمالاً، حتى العروض فوق المدارية إذ الغلبة فيها للنموذج الصحراوي (الصحراء الكبرى شمالاً وصحراء كلهاري وصحراء ناميبية جنوباً) حيث تهطل أمطار بين 50-100مم عامة، وحتى 3مم فقط في أسوان. وتكون أمطار الهوامش الصحراوية القريبة من خط الاستواء صيفية وأمطار الهوامش البعيدة عنه شتوية. وتدخل أجزاء من شرقي إفريقية في نطاق البقاع الجافة الصحراوية كما في القرن الإفريقي خاصة وكينية وتنزانية على الرغم من وقوعها في الشريط الاستوائي أو قريبة منه، نتيجة تأثرها بالثبات والاستقرار المميزين للكتلة الهوائية التي تخضع لها على مدار السنة.
تعود كميات الأمطار إلى الازدياد باتجاه الهوامش الشمالية والجنوبية للقارة. إذ تهطل أمطار شتوية في نطاق المناخات المتوسطية (المغرب العربي وبرقة ودلتا النيل في الشمال) و(جبال دراكن ومنطقة الكاب ـ الكِب ـ في الجنوب) وأمطارها بين 100-300مم، وأكثر من ذلك في الجبال. ويظهر أثر الارتفاع فوق سطح البحر في هضبة الحبشة ومرتفعاتها والجبال الشاهقة التي ترتفع قممها لأعلى من حدود الثلج الدائم مثل جبال كليمنجارو وكينية وروفنزوري، حيث ترتفع كميات أمطارها وتجلل قممها أعشاش تثلج وجليديات صغيرة على الرغم من مواقعها في النطاق الاستوائي الحار. أما تأثير التيارات المحيطية فيظهر على امتداد الأشرطة الساحلية التي يمر أمامها تيار جزر الكناري البارد وتيار بنغويلة البارد أيضاً، مما يلطف من حرارة سواحل الغرب الإفريقي أكثر من السواحل الشرقية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال