النظام الإقطاعي في مرحلة نضجه.. تحول ولاء الناس من الحكومات المركزية إلى بعض النبلاء المحليين بعد فشل قيام الحكومات المركزية في الدفاع وخدمة المواطنين

استغرق نمو النظام الإقطاعي حوالي قرنين من الزمان من القرن 9-10 الميلاديين، وتم ذلك النمو وسط اضطرابات كبيرة. ويرجع المؤرخون إلى شارلمان في القرن الثامن الميلادي بدايات النظام الإقطاعي ويعتبر نظام الوراثة الذي ساد على بد خلفاء شارلمان والذي ينص على تقسيم الامبراطورية بين أولادهم أحد مرجعيات هذا النظام. وتمت عملية النضج بالنسبة للنظام الإقطاعي في القرنين الحادي عشر والثاني عشر حيث نلاحظ أن الحكومة المركزية صارت شبه معدومة وأن ولاء الناس قد تحول من الحكومات المركزية إلى بعض النبلاء المحليين بعد فشل قيام الحكومات المركزية بدور ملحوظ في الدفاع وخدمة المواطنين وهؤلاء النبلاء المحليون هم الذين تحملوا عبء المسؤولية في الأراضي الزراعية التي كانت تحت أيديهم ومن ذلك قيام أودو كونت باريس بالدفاع عن المدينة عندما هاجمها الشماليون في عامي 774-778م.
وفي هذه المرحلة نجد أن امتلاك الأرض أصبح مصاحباً لحق امتلاك السلطة والحكم فاندمجت الأرض في السلطان وقامت علاقات بين صاحب الأرض ومن يعيش على هذه الأرض، وارتبطت العلاقات بتعهدات مشتركة والتزامات متبادلة بين الطرفين حتى صارت هذه التعهدات هي القاعدة التي سارت عليها أمور الحكم ومتطلبات الحياة الأمن والحياة في أوربا العصور الوسطى.
وقي مرحلة اكتمال نمو النظام الإقطاعي أصبح المجتمع يتشكل في صورة هرم قمته الإمبراطور أو الملك ويليه في الأسفل كبار البارونات أو الأفصال ثم يلي هؤلاء جماعة أقل نفوذا وهكذا إلى أن نصل إلى أسفل القاعدة حيث العبيد والأقنان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال