الحركة الوطنية الفلسطينية في مطلع الستينيات.. بروز الخلافات بين الدول العربية في القضية الفلسطينية وضرورة إعادة تنظيم الشعب الفلسطيني وبعث كيانه

جعلت الوحدة بين مصر وسورية، عام 1958، (إسرائيل) بين "فكي كماشة". إلا أن حركة الانفصال، في 28 سبتمبر/ أيلول 1961، حررتها منهما، بل أطاحت شعار: "الوحدة طريق التحرير". وبرزت الخلافات بين الدول العربية في القضية الفلسطينية، ففي ديسمبر/ كانون الثاني 1959، دعا عبد الكريم قاسم إلى إنشاء "جمهورية فلسطين العربية"، في المنطقة الأردنية من فلسطين والضفة. ووصف عبد الناصر هذه الفكرة بأنها "مناورة دنيئة"، وأعلن في مارس/ آذار 1960، إنشاء اتحاد وطني فلسطيني، باسم "الاتحاد القومي الفلسطيني". وأمّا الأردن، فردّ على هذه الدعوة بمنح الجنسية الأردنية لكل العرب الفلسطينيين، الذين يعيشون فيه أو في الخارج، وهو ما كان مطبقاً على سكان الضفّتَين، من الفلسطينيين دون سواهم. وشهدت المنطقة العربية، في مطلع الستينيات، كذلك، انتصار ثورة الجزائر واستقلالها عام 1962، وإعلان ثورة اليمن في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، وسلسلة من الانقلابات العسكرية في سورية. وانعكس كل هذا على الحياة السياسية الفلسطينية، التي شهدت بدايات حركة جديدة، من أجل إعادة تنظيم الشعب الفلسطيني وبعث كيانه، وإيجاد قواعد ومؤسسات تنظيمية جديدة، قدّرها غسان كنفاني بنحو أربعين منظمة وجبهة وحركة، راوح عدد أعضائها ما بين عدة مئات وعضوَين فقط وآلة كاتبة. وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات ومعلومات وافية عن هذه التنظيمات، فإن عددها، حتى بداية الستينيات، قد تجاوز المائة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال