الاتجاهات الإسلامية في فلسطين بعد النكبة.. تعزيز نشاط حركة الإخوان المسلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد مشاركتها في الحرب

تعزز نشاط حركة الإخوان المسلمين، في أعقاب حرب 1948، في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد مشاركتها في الحرب. وزادتها ثورة يوليو/ تموز نشاطاً، في عامَي 1952 و1953، حينما أوكلت إليها مهمة توزيع المعونات في قطاع غزة، وهو ما أطلق عليه "قطارات الرحمة". إلا أن الثورة حلت هذه الحركة في مصر، عام 1954، ففقد الإخوان قواعدهم في القطاع، ونقلوا مقر التنظيم إلى القدس، وأصدروا جريدة "الجهاد". وشملت الحركة الإسلامية، كذلك، حزب التحرير الإسلامي، الذي شارك في تأسيسه، منذ مطلع الخمسينيات، الشيخ تقي الدين النبهاني.
وأسفرت حرب السويس، عام 1956، وما شهدته من مواجهة مباشرة، بين الفلسطينيين في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عن صدمة للوعي الفلسطيني، إذ أدرك أهمية إعادة التنظيم. ولذا، كانت تجربة مقاومة الاحتلال، في هذه المواجهة، بصفوف موحدة، من دون النظر إلى الانتماء السياسي ـ عملية انصهار، كان لها آثار بعيدة.
في أواخر الخمسينيات، ظهر فشل العمل الفلسطيني داخل الأحزاب العربية، لفشلها في العمل الجادّ من أجل فلسطين، ما أدى إلى إنشاء تنظيمات فلسطينية، بأسماء تكاد تكون متشابهة، خلت من كلمة حزب، واستبدلت بها لفظة حركة أو جبهة أو منظمة، واختُتمت بكلمة "عودة" أو "تحرير فلسطين". ومنها ما نشأ في ألمانيا الغربية والنمسا وأسبانيا بين الطلاب. وقد اتسمت هذه التنظيمات بالسرية الكاملة، فحرصت على التدقيق المتشدد في قبول أعضائها، وما ذلك إلا لتعذر عملها العلني الجدي المستقل، فآثرت أن تكون بعيدة عن التدخل في الأوضاع الداخلية للدول العربية، لكونها ليست نشاطاً حزبياً، يناهض أيّاً من الحكومات العربية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال