القطار السياحي التونسي السحلية الحمراء.. تنقل بايات تونس بين قصورهم ومكاتبهم في العاصمة التونسية ولغرف تصنيع الشركة التونسية لمزرعي السكك الحديدية

السحلية الحمراء
Le lézard rouge
هو إسم أطلق على قطار سياحي تونسي يمر عبر منطقة "رقبة الثالجة"، وهي تلعة توجد وسط وادي ثالجة.
تكون عملية الإنطلاق في محطة سكة حديد في المتلوي (مدينة تقع بين توزر وقفصة) في الوسط الغربي للبلاد، بعد ذلك يقطع القطار مسافة تقدر بـ 43 كم على سكك كانت تستخدم لإستخراج الفوسفات داخل عدة مناجم.
خريطة مسار قطار السحلية الحمراء بين متلوي و الرديف مع طريق "رقبة الثالجة" مبينة بالأحمر.
بعد أن صنع هذا القطار في ورشات روفان سنة 1910، من قبل شركة ديل و باكلون (فرنسا)، كان هذا القطار يستعمل لتنقل بايات تونس بين قصورهم ومكاتبهم في العاصمة التونسية.
كان القطار مكون من عربة للباي، وعربة لمساعديه، وعربة-مطعم، وعربتين للأمتعة.
ونقلت عربة الباي لغرف تصنيع الشركة التونسية لمزرعي السكك الحديدية في مدينة سيدي فتح لله سنة 1922 بعد تهيئة الخطوط بالخط المتري.
لوجوبية وجود عربة ملكية، كانت تهيئة وإعادة تصنيع العربة ذات ديكور غني و تتوفر فيه الكثير من الرفاهية و الأناقة الكبيرة: خشب رفيع، جلد أحمر مع الفرو، خشب مطعم بالعاج، طلي الأرضية بالنحاس التي تتمثل في موضة كبيرة و راقية في بداية القرن العشرين في عدة محطات و قطارات و منها "اورينت اكسبريس" و "تران بلو" و "نجم الشمال".
خلال حياته المهنية اللامعة، خدم القطار أخر ثلاث بايات حسينيين، و هم علي باي الأول و محمد المنصف باي و محمد الأمين باي، إضافة إلى عدة شخصيات أجنبية مرموقة.
أصبح القطار رمزا لحقبة ماضية بعد أن حلت مكانه السيارة، و ترك لسنوات عدة في مخازن العاصمة تونس.
في سنة 1974، وتحت مسمى "السحلية الحمراء"، عاد القطار للخدمة بعد إتفاقية تم إبرامها بين الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية و شركة ترانستور المتنازلة لهم لمدة قصيرة لوضع مسار يربط تونس بتوزر بدون توقف سوى بمحطة واحدة بالجم للسماح للركاب بزيارة قصر الجم الأثري الروماني.
وبعد مراجعة تقنية وعمليات تطوير عاد القطار للخدمة في سنة 1984 مع الإستعمال المكثف، ولكن هذه المرة في مسار قصير المتلوي و الرديف (خط حديد أنشأ بين 1906 و 1907) حيث يمر هذا المسار في "رقبة الثالجة".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال