ثنائية الاستقرار والترحال في قبيلة إد سعيد اوبراهيم: دراسة مقارنة لأنماط العيش والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي بين المستقرين (بوموسى وتاوريرت) والرحل (اداوبيان وبودرارة) في جنوب المغرب

قبيلة إد سعيد أوبراهيم: بين الاستقرار والترحال

تُعتبر إد سعيد اوبراهيم إحدى الفروع القبلية الهامة التي تندرج تحت قبيلة إد اوبراهيم الكبيرة في المغرب، وتحديداً في مناطق جنوب الأطلس الكبير الغربي وواد نون، وقاعدتها مدينة تاغجيجت. وتشتهر هذه الفروع بتقسيمها إلى شقين رئيسيين: المستقرون والرحل، وهو ما يعكس التنوع في نمط عيشها واعتمادها الاقتصادي.


الفرقة المستقرة (بوموسى - تاوريرت):

تتسم حياة هذه الفرق بالاستقرار في مناطق محددة، حيث يتركزون في قريتي بوموسى وتاوريرت. وغالباً ما يرتبط الاستقرار في هذه المناطق بممارسة الزراعة (خاصة النخيل والحبوب) وتربية الماشية في المناطق القريبة، بالإضافة إلى التمركز حول المخازن الجماعية (إيكيدار) التي كانت تلعب دوراً اقتصادياً واجتماعياً هاماً في حفظ المؤن والممتلكات وحماية القبيلة.

  • المناطق الرئيسية: بوموسى وتاوريرت.
  • نمط العيش: الاستقرار الدائم.
  • النشاط الاقتصادي: غالباً ما يرتكز على الزراعة وبعض أشكال تربية الماشية.

الفرقة الرحل (اداوبيان - بودرارة):

على النقيض من المستقرين، تمارس فرق اداوبيان وبودرارة نمط الحياة الرعوي الرحل. يعتمد هذا النمط على التنقل الموسمي بحثاً عن المراعي والماء لقطعانهم من الإبل والماعز والأغنام. وقد أسهم هذا النمط في إتقانهم لدروب الصحراء وعلاقاتهم بمناطق أوسع.

  • المناطق الرئيسية: اداوبيان وبودرارة (كمجموعات رحل).
  • نمط العيش: الترحال الموسمي.
  • النشاط الاقتصادي: يرتكز بشكل أساسي على الرعي والتجارة المرتبطة به.


السياق القبلي الأوسع: إد اوبراهيم

تنتمي إد سعيد اوبراهيم إلى قبيلة إد اوبراهيم الأكبر، والتي تُنسب لجدها الأعلى إبراهيم بن لحسن بن عثمان بن مندي. وتاريخياً، ارتبطت القبيلة بتحركات بين حوز مراكش وجنوب سوس، وكان لها دور سياسي في المنطقة، حيث تعاملت مع الحكم العلوي وشاركت في أحداث تاريخية مثل الثورة ضد مولاي عبدالمالك خليفة السلطان مولاي إسماعيل.

إد سعيد اوبراهيم هي الفرع الثاني من فروع قبيلة إد اوبراهيم، والتي تشمل أيضاً:

  • إد سعيد أولحسن: ومنهم فرق مستقرة ورحل أيضاً.
  • إد الحر: المستقرون والرحل.
  • إد موسى أوداود.
  • إد زولكان.
  • أيت إيغرمان.

يُلقي هذا التنوع بين المستقرين والرحل داخل إد سعيد اوبراهيم الضوء على المرونة الاجتماعية والاقتصادية للقبائل الأمازيغية في جنوب المغرب، وقدرتها على التكيف مع البيئات الجغرافية والمناخية المختلفة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال