جبل جوهر: موقع تراثي وديني في أقصى شرق الخليل
يُعد جبل جوهر أحد المعالم الجغرافية والتراثية البارزة في مدينة الخليل (خليل الرحمن) الفلسطينية، ويحظى بأهمية خاصة نظراً لموقعه الاستراتيجي وارتباطه بشخصية دينية.
1. الموقع الجغرافي والامتداد الحضري:
يتمتع جبل جوهر بموقع جغرافي مميز، حيث يقع في أقصى الجزء الشرقي لمدينة الخليل. هذا الموقع يجعله جزءاً من سلسلة التلال التي تحيط بالمدينة، وله دور في تحديد حدودها الشرقية.
- أهمية الموقع: نظراً لوقوعه في الطرف الشرقي، فهو غالباً ما يمثل نقطة مراقبة أو منطقة تماس عمراني، وقد شهد امتداداً عمرانياً يحيط به. كما تطل أجزاء من مستوطنة "كريات أربع" الإسرائيلية على المنطقة، مما يبرز أهميته الجيوسياسية والتحديات التي تواجه المنطقة وسكانها المحليين.
- الامتداد: يقع جبل جوهر ضمن الأحواض الطبيعية والأراضي المعروفة في الخليل، وتشير المراجع إلى قربه من مناطق مثل خلة القبة وخلة الشرباتي وأراضي خلة اسليم.
2. المقام ومصدر التسمية (البعد الديني والتراثي):
القيمة الدينية والتاريخية لجبل جوهر تنبع من وجود المقام الذي يقع قريباً من قمته:
- المقام: يضم الجبل مقاما يُعتقد أنه قبر لشخصية دينية أو صالحة تُعرف باسم "جوهر". المقامات عادةً ما تكون مباني صغيرة تعلو قبور الأولياء والصالحين أو الشخصيات ذات الأثر في تاريخ المنطقة.
- علاقة الاسم بالجبل: يلاحظ أن تسمية الجبل ارتبطت مباشرةً باسم صاحب المقام (جوهر). هذه الظاهرة شائعة في التراث الفلسطيني والعربي، حيث تُنسب المعالم الطبيعية كالوديان والجبال إلى الأولياء والشيوخ الصالحين الذين دُفنوا فيها أو اتخذوها مكاناً للعبادة أو الإقامة. هذا الربط يمنح الجبل قدسية إضافية ويجعله مزاراً تقليدياً.
3. الإشارة إليه في المصادر التاريخية:
تم تأكيد وجود وأهمية جبل جوهر من خلال ذكره في المصادر المحلية التي وثقت الأماكن الدينية والتراثية، ومن أبرزها:
- كتاب "الزوايا والمقامات في خليل الرحمن": إن ورود ذكر الجبل ومقامه في هذا المرجع يدل على أنه جزء موثق من تاريخ الخليل الديني والتصوفي، ويؤكد أهميته كأحد المواقع التي ارتبطت بالحركة الصوفية أو بالتبرك بالشخصيات الصالحة في المدينة.
باختصار، يُمثل جبل جوهر في الخليل دمجاً فريداً بين الطبيعة والتاريخ الديني؛ فهو معلم جغرافي في أقصى شرق المدينة، يستمد اسمه وقيمته التراثية من مقام "جوهر" الذي يقع على مقربة من قمته، وتم توثيقه في سجلات الزوايا والمقامات المحلية.