القبائل البدوية في النقب: السعيديون والجاهلين
تعكس القبائل البدوية في منطقة النقب تاريخًا عريقًا من الاستقرار والترحال، وتُظهر طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية في المنطقة قبل عام 1948. ومن أبرز هذه القبائل: السعيديون والجاهلين.
قبيلة السعيديين:
السعيديون هم إحدى القبائل البدوية التي كانت تقيم في منطقة النقب. بحلول عام 1948، تشير المصادر الإسرائيلية إلى أن عدد أفراد القبيلة كان يقدر بحوالي 1000 نسمة. وكان تمركزهم الرئيسي حول وادي عربة، وهو وادٍ يمتد على طول الحدود بين الأردن وفلسطين التاريخية، ويُعتبر جزءًا مهمًا من صدع وادي الأردن.
إن وجودهم في هذه المنطقة الجغرافية الاستراتيجية يدل على خبرتهم في التعامل مع بيئة صحراوية قاسية، وعلى قدرتهم على استغلال الموارد المائية الشحيحة. كما أن تمركزهم في هذه المنطقة قد يكون مرتبطًا بالروابط التجارية أو العائلية مع القبائل المجاورة على جانبي الوادي.
قبيلة الجاهلين:
كانت قبيلة الجاهلين تسكن في مناطق شمال شرق النقب. امتدت مناطق سكناهم لتشمل عدة مواقع مهمة، مثل:
- تل عراد: موقع أثري مهم يقع شرق بئر السبع.
- وادي سيال: منطقة طبيعية في النقب.
- مسادا: موقع تاريخي شهير.
- الهديبة: موقع آخر ضمن مناطقهم.
وفقًا لبعض الإحصاءات، قُدر عدد أفراد القبيلة بحوالي 750 نسمة قبل عام 1948.
تُعتبر هذه القبيلة نموذجًا حيًا للتغيرات التي طرأت على حياة البدو في تلك الفترة. ففي عام 1948، نزحت كامل القبيلة من مناطقها الأصلية في النقب إلى جنوب جبل الخليل. تُعد هذه الهجرة الجماعية حدثًا محوريًا في تاريخ القبيلة، وتُظهر مدى تأثير الأحداث السياسية على حياة المجتمعات البدوية في فلسطين التاريخية، وتُسلط الضوء على الظروف القاسية التي أجبرتهم على ترك أراضيهم ومناطقهم التقليدية.