اقتصاد بورتوريكو: من الزراعة إلى الصناعة والسياحة
شهد اقتصاد بورتوريكو تحولًا ملحوظًا عبر تاريخه، حيث انتقل من الاعتماد شبه الكامل على الزراعة إلى اقتصاد مختلط يمزج بين القطاع الصناعي والزراعي والخدمات.
القطاع الزراعي:
لعبت الزراعة دورًا محوريًا في اقتصاد بورتوريكو، حيث كانت تمثل الحرفة الرئيسية للسكان. يعمل في هذا القطاع حوالي 31% من القوة العاملة. تُعدّ قصب السكر المحصول الأهم، ويزرع بشكل رئيسي في السهول الشمالية للجزيرة. لسنوات طويلة، كان السكر المنتج من هذا المحصول يمثل أهم صادرات البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تُزرع محاصيل أخرى مثل التبغ، والسرغوم، والموز، والبقوليات.
وعلى الرغم من التطور الصناعي، لا تزال الثروة الحيوانية تشكل جزءًا مهمًا من الاقتصاد الزراعي، حيث تتكون بشكل رئيسي من الأبقار والخنازير، ويقدر عددها بحوالي 478,989 رأسًا.
القطاع الصناعي:
شهدت بورتوريكو نهضة صناعية كبيرة، خاصة بفضل الاستثمارات الأمريكية التي ساهمت في إنشاء حوالي 1000 مصنع على الجزيرة. تركز معظم هذه الصناعات على تحويل المنتجات الزراعية، مثل صناعة السكر والصناعات الغذائية المرتبطة بها. كما تطورت في الجزيرة صناعات أخرى مثل صناعات النفط، التي أضافت بعدًا جديدًا للاقتصاد. أدى هذا التطور الصناعي إلى تحويل الاقتصاد البورتوريكي ليصبح مختلطًا، حيث تشارك الصناعة الزراعة في دفع عجلة النمو.
القطاع السياحي:
تأتي السياحة في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية الاقتصادية في بورتوريكو. تستفيد الجزيرة من طبيعتها الخلابة ومناخها الاستوائي لجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. تُعتبر السياحة مصدرًا رئيسيًا للدخل، وتساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل.
التنوع البيولوجي الفريد:
تتميز بورتوريكو ببيئة طبيعية غنية ومتنوعة، مما يجعلها ملاذًا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية.
- النباتات والحيوانات: تحتوي الجزيرة على 239 فصيلة نباتية، و16 فصيلة من الطيور، و39 نوعًا من الزواحف والبرمائيات، وكلها تعيش على الجزيرة الأم.
- الكوكيو: يُعدّ الكوكيو، وهو ضفدع صغير، رمزًا وطنيًا يُعتز به في بورتوريكو. يُعرف بنقيقه المميز الذي يُسمع في الغابات، ويُقدر وجود ما بين 13 و17 نوعًا من هذا الضفدع في غابة إيل يونكي الوطنية والغابات المطيرة الاستوائية.
- الحياة البرية المتنوعة: تُعدّ الجزيرة موطنًا لحوالي 50 نوعًا من الطيور، بعضها معرض لخطر الانقراض. كما تُعدّ غابة غوانيكا محمية طبيعية فريدة، حيث تنمو فيها أكثر من 600 فصيلة نباتية غير عادية، وتعيش فيها حيوانات نادرة.