الشراكة الإماراتية الجزائرية في مجال السكن.. أفكار وتصاميم تناسب الخصوصيات المعمارية لمدن متوسطية مثل الجزائر

لم تكن المشاريع العديدة التي أشرفت عليها الدولة الجزائرية في مجال البناء في مستوى المؤسسات الوطنية عامة وخاصة لتفي بطموح وتطلعات برنامج إنجاز مليون وحدة سكنية في ظرف خمس سنوات كون التجربة الجزائرية وإن كانت واعدة فإن القدرات تبقى دون الآفاق المبتغاة مما دفع الوصاية على فتح سوق السكن أمام المستثمرين الأجانب حتى تفي بوعودها واحترام الآجال التي قطعتها على نفسها بتسليم كل المشاريع قبل انقضاء الثلاثي الأول من العام 2009. ومن الدول الصديقة التي شاركت الجزائر برنامجها الإسكاني، نشير بالأساس في هذه الورقة دور الإمارات العربية المتحدة على اعتبار أنها الشريك العربي والأجنبي الأول للجزائر في مشاريعها الإسكانية.
الشراكة الإماراتية: كانت دولة الإمارات  العربية الشقيقة السباقة لولوج سوق السكن في الجزائر إذ باشرت شركة الإمارات الدولية للاستثمار بإنفاق خمسة مليارات دولار لانجاز مشروع سكني وترفيهي. و وبحسب تصريحات مسؤول مكتب الشركة في الجزائر فأن الشركة ستعتمد على مواردها لتمويل مشروع (دنيا بارك) على مساحة 670 هكتار. وقد استفادت الشركة من تحفيزات كبيرة وتخفيضات في الضرائب وهو ما دفع الشركة للرمي بكل ثقلها في السوق العقارية بالجزائر. ويضيف مدير شركة الإمارات أن %57 من مشاريعها في الجزائر تعتبر استثمارا ضخما دون مقابل اذ ستتمكن الشركة من جمع الأموال بفضل بناءات أهمها الفنادق و الأبراج و المكاتب التي يشملها المشروع السكني، وتخصص الشركة 200 مليون دولار لبناء فندق بضواحي الجزائر العاصمة وملعب للقولف وحدائق مع غرس عشرة ملايين شجرة و قدر الغلاف المالي لكل هذه الاستمارات ببحوالي 20 مليار دولار.
ولم تتوقف الشراكة الإماراتية عند حدود شركة الإمارات الدولية للاستثمار بل شهية الإماراتيين أمام سوق عقارية عذارء أضحى أكثر انفتاحا إذ وقعت مؤخرا شركة إعمار العقارية عقودا لإنجاز آلاف السكنات. وطموح شركة اعمار يبدو بلاحدود في الجزائر، إذ صرح العبار ان مجموعته لها أفكار وتصاميم تناسب الخصوصيات المعمارية لمدن متوسطية مثل الجزائر، بل ذهب الى ابعد من ذلك إذ اعتبر أن مشاريعه في الجزائر من شأنها تغيير  الوجه العمراني المتقادم للجزائر. وهنا تظهر أن السوق العقارية الجزائرية هي سوق واعدة تستقطب أكثر من متعامل عربي و أجنبي وقد قدرت وزيرة الاقتصاد الإماراتية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي عقب استقبالها من طرف الرئيس الجزائري أن القيمة المالية لاستثمارات دولة الإمارات ستتجاوز مبلغ 30مليار دولار في حدود سنة 2010.
ان الشراكة الإماراتية و إن كانت في المقدمة ورائدة فلا يمكن تجاهل الشراكة الكويتية وكذلك السعودية في مجال انجاز مشاريع سكنية وقَّعت شركة سناسكو للاستثمار والتطوير العقاري، اتفاقية شراكةٍ استراتيجية مع «مؤسسة ترقية السكن العائلي» لولاية وهران في الجزائر، يتم بموجبها تولي «سناسكو» تطوير مشروع متكامل يلبي احتياجات شريحة واسعة من العملاء بقيمة 400 مليون يورو كأول شركةٍ عقارية خليجية تعقد شراكةً حكومية في الجزائر يوفر حلولاً عقارية متكاملة مثل الشقق السكنية والمكاتب والمحال التجارية، ويضم على أقل تقدير 2000 وحدة سكنية.
 أمام هذا الطموح العربي العربي، فإن الصين و دولا أوربية أخرى قد بدأت تتراجع في مجال الاستثمار السكني بعد ان ادرك المستثمرون العرب مدى اهمية السوق العقارية الجزائري ،ان هذا التنافس الأجنبي وأهميته  فإن السوق الجزائرية بالامكانات المتاحة بفضل ارتفاع سعر النفط أساسا جعل طموح الحكومة الجزائرية يفوق كل التوقعات لتسطر سياسة سكنية رائدة قصد تحسين الاطار المعيشي للمواطن الجزائري.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©