قبيلة العليقات في سيناء: تتبع الأصول، التكوين القبلي (أولاد سلمى والقليلات)، والدور المحوري كحماة للتجارة وخفراء لدير طور سيناء بعد الفتح العثماني

قبيلة العليقات: النشأة، التفرعات، والتاريخ في سيناء

تُعد قبيلة العليقات إحدى القبائل البدوية العريقة والمؤثرة في شبه جزيرة سيناء، وتمتلك تاريخاً طويلاً مرتبطاً بالجغرافيا المصرية وتطور الأحداث فيها، لا سيما بعد الحقبة المملوكية.


أصول الاستقرار والتاريخ:

يعود تاريخ استقرار قبيلة العليقات في سيناء إلى فترة هامة في تاريخ مصر، وتحديداً بعد الفتح العثماني لمصر عام 1517 م. هذا التوقيت يُشير إلى اندماجهم في النسيج الاجتماعي والسياسي لسيناء تحت مظلة الدولة العثمانية، مما منحهم أدواراً محددة ومهمة في المنطقة. وقد كان لهذا الاستقرار أثر كبير في تشكيل هويتهم الاقتصادية والدفاعية.


التكوين القبلي والفروع الرئيسية:

تتكون قبيلة العليقات من مجموعة من الأفخاذ والبطون التي تشكل هيكلها الاجتماعي المتماسك. هذه التفرعات هي التي تحدد النسب والتوزيع الجغرافي داخل القبيلة. الأفرع الخمسة الرئيسية التي يتكون منها نسيج القبيلة هي:

  • أولاد سلمى: (قد يُشير هذا الاسم إلى الجد المؤسس أو أحد الأفرع الكبيرة التي تتفرع منها بطون أصغر).
  • القليلات: (من الأسماء المعروفة التي تُشكل جزءاً من كيان العليقات).
  • الحمايدة: (عادةً ما يُشير الاسم إلى فرع قوي ومنتشر داخل القبيلة).
  • الخريات: (يُمثلون جزءاً أساسياً في تركيب القبيلة وتاريخها).
  • الحماضة: (أحد البطون الكبيرة التي تُساهم في قوة القبيلة وتماسكها).

الدور الاقتصادي: التجارة

لم يقتصر وجود قبيلة العليقات على الاستقرار الجغرافي، بل انخرط أفرادها بنشاط في المجال الاقتصادي. فقد لعبوا دوراً حيوياً في التجارة، مستغلين موقع سيناء الاستراتيجي كجسر بري بين المشرق والمغرب. شمل دورهم غالباً تنظيم وحماية قوافل التجارة العابرة للصحراء، وقد تكون تجارتهم تنوعت بين السلع الغذائية، أو المواد الخام، أو حتى العمل كوسيط تجاري بين المناطق الحضرية والنائية.


الدور الدفاعي والروحي: خفارة دير طور سيناء

أحد أبرز الأدوار التي تولتها القبيلة، ويُشير إلى مكانتها وثقة السلطة بهم، هو خفارة (حراسة) دير طور سيناء (دير سانت كاترين حالياً). هذا الدور لم يكن مجرد مهمة عسكرية، بل كان له أبعاد تاريخية وروحية عميقة:

  • الأمن والحماية: مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة هذا الصرح الديني الهام وحماية الرهبان والحجاج من أي اعتداءات محتملة.
  • علاقة تاريخية: يُؤكد هذا الدور على وجود علاقة قوية وتفاهم تاريخي بين البدو والسلطات الدينية والمؤسسات الرسمية، وهو تقليد قديم في سيناء يربط القبائل بحماية المنشآت الدينية الهامة.
  • النفوذ: يشير تولي هذه المهمة إلى نفوذ وقوة القبيلة في المنطقة، حيث كانت خفارة الأماكن المقدسة تُمنح للقبائل الأكثر ثقة وقدرة على الوفاء بهذا العهد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال