من خلال ما تقدم يمكن أن نقف وقفة لرصد أوجه الشبه وأوجه الاختلاف في تلك الصراعات المحلية,. ومدى تأثيرها في تخطيط الحدود مع إبراز العوامل الخارجية التي دفعت بالتوجه نحو تحديد تلك الحدود, وعقد الاتفاقيات بشأنها:
1- فمن ناحية الموقع تمثل المنطقتان محل الدراسة تشابهاً في وقوع كل منها في أقصى حدود مصر سواء من الجهة الشرقية أو الغربية وإن اختلفت معها دول الجوار فبينما نجد بلاد الشام (فلسطين الحالية) تشترك مع شبه جزيرة سيناء على طول خط الحدود, نجد الأردن تشارك في الجهة المقابلة من سيناء إلى جانب شبه الجزيرة العربية بينما نجد صحراء مصر الغربية تشترك مع ليبيا في جوار على طول خط تلك الحدود إلى جانب تميز المنطقتين بالطابع الصحراوي .
2- تتشابه المنطقتان في هجرة القبائل العربية إليها واستقرارها بها كما حدث بخصوص قبيلة الحويطات التي استقرت في سيناء على أثر ضغط الحركة الوهابية عليها وقبيلة أولاد على في الصحراء الغربية نتيجة حروبها مع قبيلة الحرابي, كما تتشابه المنطقتان في استقرار بعض القبائل البدوية بها منذ زمن بعيد كقبيلة السواركة في سيناء ,وقبيلة الجمعيات في الحدود الغربية.
3- هناك اختلاف في المنطقتين من حيث توزيع القبائل البدوية, فبينما نجده في الحدود الشرقية متنوعاً طبقاً للطبيعة الجغرافية كما بينا في الأقسام الشمالية والوسطى والجنوبية, نجده في الحدود الغربية يكاد يقتصر على قبيلة واحدة على طول خط الحدود وإن شاركتها بعض القبائل الأخرى كالجمعيات والهنادي.
4- تتشابه المنطقتان في دوافع الصراع القبلي سواء كان ذلك من جهة السلوك القبلي العام أو عملية الثأر التي وضحناها في ثنايا البحث, فكثراً ما دب الخلاف على عمليات الرعي, وأن اختلفت الحدود الشرقية فكانت عملية النزاع غالبا نتيجة السطو على القوافل التجارية المارة بين مصر وبلاد الشام, أو على الحجاج أثناء مرور المحمل في موسم الحج, كما شهدت المنطقتان عمليات سطو مسلح مثلما حدث بين قبيلتي البرصة في الحدود الغربية وقبيلة الترابين في الحدود الشرقية.
5- تشابهت المنطقتان قيد الدراسة في التمسك بالعادات التي كانت سائدة فقد شهدت المنطق نوعاً من القلق والاضطراب نتيجة دافع الثأر , مما أدى إلى هجرة العديد من القبائل أماكنها واستقرارها في أماكن أخرى بمصر, مما انعكس على طبيعة تلك المناطق الاجتماعية والسياسية على حد سواء.
6- تشابهت المناطق الحدودية لمصر (الشرقية - الغربية) في التوتر الذي ساد طول الحدود لفترة طويلة من الزمن نتيجة الصراع القبلي , مما أدى إلى تدخل الحكومات في معظم الحيان لإعادة الهدوء والاستقرار.
7- أوجدت الصراعات القبلية في المنطقتين توتراً بين الحكومة البريطانية التي كانت تسيطر على مصر منذ عام 1882 والدولة العثمانية صاحبة السيادة الاسمية والتي تسعى إلى إقامة المشاريع التي تثبت فيها تواجدها في سيناء في محاولة لعرقلة النفوذ البريطاني , فنجدها قد شرعت في مد خط سكة حديد يصل من مدينة بئر السبع في حدود بلاد الشام (فلسطين الحالية) إلى القسيمة داخل حدود مصر الشرقية, وذلك لربط الولايات العثمانية بعضها ببعض, وهذا يمثل قلقاً للجانب البريطاني , كما قامت بمد خط مياه من منطقة الشلالة (ببئر السبع) حتى منطقة المغارة في وسط سيناء. وقد ساهمت الظروف الدولية التي كانت سائدة في المنطقة في تلك الفترة على زيادة التوتر فاستغلت تلك القوى الصراعات المحلية القائمة كأساس وبذلك فرضت نفسها على الساحة للأخذ بمبدأ تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية , وإعادة تخطيط حدود تلك المناطق . ففي الوقت الذي نجد فيه بريطانيا تقوم بدور المفاوض في رسم الحدود في المنطقتين نجد هناك قوى أجنبية كإيطاليا من جانب وألمانيا من جانب آخر تحاول كل منهما أن تنفذا إلى تلك المنطقة من خلال تلك الصراعات, فإيطاليا كانت لها أطماع واضحة المعالم في ليبيا وجزء من الأراضي المصرية (واحة جغبوب), أما ألمانيا فكانت تسعى لكسب تأييد قبائل وعشائر بلاد الشام إلى جانب كسب تأييد الحكومة العثمانية لضمان عدم عرقلة هذه القبائل لإعداد الحملة التركية على مصر, ففي رسالة وضحها السفير الألماني فننجهام Wangengeim أشار بضرورة "تقرب ألمانيا من زعماء الشرق العربي وكبار رجال العشائر في بلاد الشام عن طريق تقديم الهدايا والرشاوى , وذلك لمنع هؤلاء الزعماء من عرقلة إعداد الحملة التركية على مصر كما حصل فننجهام على موافقة حكومته على استقبال زعماء تلك القبائل , وإهدائهم باسم الإمبراطور مبالغ من المال متساوية مقابل تعهدهم بتأييد ألمانيا وتركيا في مناهضة الإنجليز، وهو ما يؤكد مدى صدق نظرية اللورد كرومر عندما اعتبر أن غارات البدو إنما هي بتحريض من السلطات التركية في بنغازي , وأنها ليست مشكلة صراع بين البدو الأتراك والبدو المصريين على أغنام وماشية أو آبار مياه, وهو ما دفعها إلى استغلاله بالضغط على الباب العالي في كلا المنطقتين لتخطيط الحدود.
8- تشابهت المنطقتان في الأسلوب الذي اعتمدت عليه كافة أطراف المنطقة لمحاولة الحصول على معلومات من الطرف الآخر, وبيان ردود فعله من خلال الاعتماد على وسائل الإعلام , فنجد على حدود مصر الشرقية الحكومة التركية توعز لممثلها (مختار باشا) بنشر خبر في جريدة " الأهرام " المصرية مفاده أن الأتراك سوف يرسلون قوة إلى نخل لحماية مداخل العقبة , بينما في حدود مصر الغربية نجد الصحف الإيطالية تنشر في أكتوبر 1911 م خبر مفاده أن القوات الإيطالية قامت باحتلال السلوم كما اعتمدت إيطاليا على استقاء المعلومات من خلال بث رجالها للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الطرف الآخر.
9- بينت الدراسة من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعتها كافة الأطراف المعنية في الصراع في المنطقة كان هدفها إرضاء دولة ما على حساب الغير كما حدث مع إيطاليا , والدولة العثمانية التي حاولت بسط سلطانها ونفوذها في شبه جزيرة سيناء من خلال محاولاتها المتكررة في وجود نقاط مراقبة إلى جانب تحالفها مع ألمانيا.
10- اختلفت المنطقتان في أسلوب التفاوض الذي اتبع , ففي الوقت الذي نجد فيه الحكومة المصرية إلى جانب بريطانيا اتخذت موقفاً متشدداً تجاه الدولة العثمانية في رسم الحدود على طول الحدود الشرقية وعدم التنازل عن أي جزء من الأرض مهما كانت مساحته – كما ظهر ذلك في تمركز قوات الهجانة المصرية في طابا وغيرها من المناطق , وإجبارها على توقيع على اتفاقية الحدود في أكتوبر 1906 م , نجد في الحدود الغربية قد اختلفت تماماً فقد خضعت مصر للتهديد المستمر من الجانب البريطاني والإيطالي والذي كان له أثره المهم في التوقيع على اتفاقية رسم الحدود في 6 ديسمبر 1925 م.
1- فمن ناحية الموقع تمثل المنطقتان محل الدراسة تشابهاً في وقوع كل منها في أقصى حدود مصر سواء من الجهة الشرقية أو الغربية وإن اختلفت معها دول الجوار فبينما نجد بلاد الشام (فلسطين الحالية) تشترك مع شبه جزيرة سيناء على طول خط الحدود, نجد الأردن تشارك في الجهة المقابلة من سيناء إلى جانب شبه الجزيرة العربية بينما نجد صحراء مصر الغربية تشترك مع ليبيا في جوار على طول خط تلك الحدود إلى جانب تميز المنطقتين بالطابع الصحراوي .
2- تتشابه المنطقتان في هجرة القبائل العربية إليها واستقرارها بها كما حدث بخصوص قبيلة الحويطات التي استقرت في سيناء على أثر ضغط الحركة الوهابية عليها وقبيلة أولاد على في الصحراء الغربية نتيجة حروبها مع قبيلة الحرابي, كما تتشابه المنطقتان في استقرار بعض القبائل البدوية بها منذ زمن بعيد كقبيلة السواركة في سيناء ,وقبيلة الجمعيات في الحدود الغربية.
3- هناك اختلاف في المنطقتين من حيث توزيع القبائل البدوية, فبينما نجده في الحدود الشرقية متنوعاً طبقاً للطبيعة الجغرافية كما بينا في الأقسام الشمالية والوسطى والجنوبية, نجده في الحدود الغربية يكاد يقتصر على قبيلة واحدة على طول خط الحدود وإن شاركتها بعض القبائل الأخرى كالجمعيات والهنادي.
4- تتشابه المنطقتان في دوافع الصراع القبلي سواء كان ذلك من جهة السلوك القبلي العام أو عملية الثأر التي وضحناها في ثنايا البحث, فكثراً ما دب الخلاف على عمليات الرعي, وأن اختلفت الحدود الشرقية فكانت عملية النزاع غالبا نتيجة السطو على القوافل التجارية المارة بين مصر وبلاد الشام, أو على الحجاج أثناء مرور المحمل في موسم الحج, كما شهدت المنطقتان عمليات سطو مسلح مثلما حدث بين قبيلتي البرصة في الحدود الغربية وقبيلة الترابين في الحدود الشرقية.
5- تشابهت المنطقتان قيد الدراسة في التمسك بالعادات التي كانت سائدة فقد شهدت المنطق نوعاً من القلق والاضطراب نتيجة دافع الثأر , مما أدى إلى هجرة العديد من القبائل أماكنها واستقرارها في أماكن أخرى بمصر, مما انعكس على طبيعة تلك المناطق الاجتماعية والسياسية على حد سواء.
6- تشابهت المناطق الحدودية لمصر (الشرقية - الغربية) في التوتر الذي ساد طول الحدود لفترة طويلة من الزمن نتيجة الصراع القبلي , مما أدى إلى تدخل الحكومات في معظم الحيان لإعادة الهدوء والاستقرار.
7- أوجدت الصراعات القبلية في المنطقتين توتراً بين الحكومة البريطانية التي كانت تسيطر على مصر منذ عام 1882 والدولة العثمانية صاحبة السيادة الاسمية والتي تسعى إلى إقامة المشاريع التي تثبت فيها تواجدها في سيناء في محاولة لعرقلة النفوذ البريطاني , فنجدها قد شرعت في مد خط سكة حديد يصل من مدينة بئر السبع في حدود بلاد الشام (فلسطين الحالية) إلى القسيمة داخل حدود مصر الشرقية, وذلك لربط الولايات العثمانية بعضها ببعض, وهذا يمثل قلقاً للجانب البريطاني , كما قامت بمد خط مياه من منطقة الشلالة (ببئر السبع) حتى منطقة المغارة في وسط سيناء. وقد ساهمت الظروف الدولية التي كانت سائدة في المنطقة في تلك الفترة على زيادة التوتر فاستغلت تلك القوى الصراعات المحلية القائمة كأساس وبذلك فرضت نفسها على الساحة للأخذ بمبدأ تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية , وإعادة تخطيط حدود تلك المناطق . ففي الوقت الذي نجد فيه بريطانيا تقوم بدور المفاوض في رسم الحدود في المنطقتين نجد هناك قوى أجنبية كإيطاليا من جانب وألمانيا من جانب آخر تحاول كل منهما أن تنفذا إلى تلك المنطقة من خلال تلك الصراعات, فإيطاليا كانت لها أطماع واضحة المعالم في ليبيا وجزء من الأراضي المصرية (واحة جغبوب), أما ألمانيا فكانت تسعى لكسب تأييد قبائل وعشائر بلاد الشام إلى جانب كسب تأييد الحكومة العثمانية لضمان عدم عرقلة هذه القبائل لإعداد الحملة التركية على مصر, ففي رسالة وضحها السفير الألماني فننجهام Wangengeim أشار بضرورة "تقرب ألمانيا من زعماء الشرق العربي وكبار رجال العشائر في بلاد الشام عن طريق تقديم الهدايا والرشاوى , وذلك لمنع هؤلاء الزعماء من عرقلة إعداد الحملة التركية على مصر كما حصل فننجهام على موافقة حكومته على استقبال زعماء تلك القبائل , وإهدائهم باسم الإمبراطور مبالغ من المال متساوية مقابل تعهدهم بتأييد ألمانيا وتركيا في مناهضة الإنجليز، وهو ما يؤكد مدى صدق نظرية اللورد كرومر عندما اعتبر أن غارات البدو إنما هي بتحريض من السلطات التركية في بنغازي , وأنها ليست مشكلة صراع بين البدو الأتراك والبدو المصريين على أغنام وماشية أو آبار مياه, وهو ما دفعها إلى استغلاله بالضغط على الباب العالي في كلا المنطقتين لتخطيط الحدود.
8- تشابهت المنطقتان في الأسلوب الذي اعتمدت عليه كافة أطراف المنطقة لمحاولة الحصول على معلومات من الطرف الآخر, وبيان ردود فعله من خلال الاعتماد على وسائل الإعلام , فنجد على حدود مصر الشرقية الحكومة التركية توعز لممثلها (مختار باشا) بنشر خبر في جريدة " الأهرام " المصرية مفاده أن الأتراك سوف يرسلون قوة إلى نخل لحماية مداخل العقبة , بينما في حدود مصر الغربية نجد الصحف الإيطالية تنشر في أكتوبر 1911 م خبر مفاده أن القوات الإيطالية قامت باحتلال السلوم كما اعتمدت إيطاليا على استقاء المعلومات من خلال بث رجالها للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الطرف الآخر.
9- بينت الدراسة من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعتها كافة الأطراف المعنية في الصراع في المنطقة كان هدفها إرضاء دولة ما على حساب الغير كما حدث مع إيطاليا , والدولة العثمانية التي حاولت بسط سلطانها ونفوذها في شبه جزيرة سيناء من خلال محاولاتها المتكررة في وجود نقاط مراقبة إلى جانب تحالفها مع ألمانيا.
10- اختلفت المنطقتان في أسلوب التفاوض الذي اتبع , ففي الوقت الذي نجد فيه الحكومة المصرية إلى جانب بريطانيا اتخذت موقفاً متشدداً تجاه الدولة العثمانية في رسم الحدود على طول الحدود الشرقية وعدم التنازل عن أي جزء من الأرض مهما كانت مساحته – كما ظهر ذلك في تمركز قوات الهجانة المصرية في طابا وغيرها من المناطق , وإجبارها على توقيع على اتفاقية الحدود في أكتوبر 1906 م , نجد في الحدود الغربية قد اختلفت تماماً فقد خضعت مصر للتهديد المستمر من الجانب البريطاني والإيطالي والذي كان له أثره المهم في التوقيع على اتفاقية رسم الحدود في 6 ديسمبر 1925 م.
ليست هناك تعليقات