القضايا الاستراتيجية العامة.. القيادة وتحقيق الأغراض. إعداد السياسات الوظيفية المتخصصة. ثقافة المنظمة. خلق درجة عالية من التطابق بين الإختيار الإستراتيجي وبين الهيكل التنظيمي للمنظمة



فعملية نقل الإستراتيجية من الوضع والإعداد إلى التنفيذ يتطلب على المنظمة دراسة مجموعة من القضايا العامة هي:
1- خلق درجة عالية من التطابق بين الإختيار الإستراتيجي وبين الهيكل التنظيمي للمنظمة، فالعلاقة بينهما علاقة تفاعلية وليست تبعية، بمعنى أن الهيكل التنظيمي يجب أن يكون قابلا للتغيير، كما هو الخيار الإستراتيجي وذلك لتحقيق أكبر قدر من التكامل بينهما.
فقد تبت أن المنظمات التي لم تنجح في خلق هذا التكامل هي الأقل فعالية من حيث تحقيق الأهداف.
2- ثقافة المنظمة: هنا لابد من الإجابة على السؤال التالي: هل ثقافة المنظمة الحالية تصلح لتطبيق الإستراتيجيات التي تم إختيارها.
و كإجابة عن هذا السؤال في حالة نعم، لا نجد أي إلتباس، لكن الإشكال في حالة الإجابة بلا، وذلك لصعوبة تغيير ثقافة المنظمة خصوصا إذا كان التغيير بشكل عميق، فهو بمثابة الأمر الصعب إن لم يكن مستحيلا.
3- القيادة وتحقيق الأغراض: هنا ننجر إلى موضوع تبيان العلاقة بين القيادة و مناخ التنفيذ، فمن الأمور التي لا جدل فيها هي أهمية القيادة الفعالية في توفير المناخ التنظيمي الملائم الذي يسمح للمنظمة بتحقيق أهدافها.
فعلى القائد أن يثق في أفكاره حتى يسهل عليه تحقيقها مع بذل شيء من الجهد ولابد أن يراها مرؤوسيه في شكل سلوك فعلي ومرئي، كما عليه أن يتصف بحد أدنى من الإنسانية تجعله يكسب ود مرؤوسيه ومستوى عالي من الإحترام فهو قد يحقق أهدافه من خلال فرض الشعور بالخوف لدى الأفراد، لكن ذلك لن يتسنى له دون تكلفة نفسية لهم، فاستمرار شعور الأفراد بالخوف يؤدي إلى إيذائهم نفسيا مما يسبب ضررا كبيرا للمنظمة.
كما يجب أن تكون نظرة القائد الفعال طويلة الأجل، لكن هذا لا يعني تركيزه على تحقيق النتائج في الأجل الطويل، بل عليه أن يحقق التوازن بين المستقبل والحاضر، وأن يكون القائد محل إعجاب و إلهام بالنسبة لأفراد المنظمة فيتأثرون به وبأفكاره ويحافظون عليها حتى في حال رحيله.
4- إعداد السياسات الوظيفية المتخصصة: إن أحد المفاتيح الأساسية لتحويل الإستراتيجيات التي تم إختيارها من أفكار وخطط إلى واقع تنفيذي هو قيام المنظمة بتنمية عدد من السياسات الوظيفية المتخصصة، فمشاركة مديرو الإدارات الوظيفية المختلفة في وضع السياسات الخاصة بهم حتى يمكنهم تنفيذ ذلك الجزء من الإستراتيجيات الذي يتعلق بميدان أعمالهم.
و السياسات تساعد في تحديد الوحدات المسؤولة عن وضع الإستراتيجيات موضع التنفيذ، كما تساعد على تحديدها هو الذي ينبغي توقعه من الإستراتيجية، فالسياسات الجيدة لابد لها أن تقبل الشروط التالية:
- أن تغطي كل الجوانب الحيوية و الهامة للمنظمة.
- أن يكون هناك تكامل بين السياسات في المعاملات الوظيفية المختلفة.
- أن يكون من الممكن تنفيذها في ظل الظروف البيئية المتوقعة.
- أن تعكس هذه السياسة الموارد المتاحة حاليا للمنظمة و المتوقعة في المستقبل.


مواضيع قد تفيدك: