إن زاوية أسا كغيرها من الزوايا تخلق شعورا لدى أفراد قبيلة أيت اوسا بالوحدة الجماعية وبالتحالف والاتفاق الجماعي حول تقديس ولي يعد من الأولياء الله الصالحين، وكانت الزاوية تقوم بدور تحكيمي بين القبائل المتناحرة والحد من الصراعات بينها وبين القبائل المجاورة وتسوية الخلافات التي تحدث من حين لآخر في غياب تام للسلطة المركزية.
كانت قبائل أيت أوسا تشترك في الموسم السنوي لقطب زاوية أسا المتزامن مع ذكرى عيد المولد النبوي الشريف، حيث تنحر "تعركيبه" أي ناقة ويتكلف بهذه النحيرة "في كل مرة أحد اعراش القبيلة، ويتم توزيعها على المساكين والفقراء، وجزء للزاوية وخدامها، وجزء يتم طهيه في ذلك اليوم وهذا يعتبر بمثابة دليل على مدى قداسة هذا الولي الصالح والدور الاجتماعي للزاوية، إضافة إلى اعتبارها ملجأ لطلاب العلم والمريدين "كانت الزاوية فداك الزمان يجيبها المسكين والضيف والمسافر والمريض وحتى ذاك لهارب من المخزن" .
إن الزاوية كمؤسسة اجتماعية ودينية تقوم بمجموعة من المهام على رأسها توفير الأمن ونشر الدين الإسلامي، إضافة إلى دورها الفاعل في الجهاد، ولقد برزت في العقود الأخيرة "زاوية تيجانية"، لكن يبدو انها لم تكن تمارس أية سلطة على قبيلة أيت اوسا.
تضع كل قبيلة أو مجموعة من القبائل زاويتها فوق كل سلطة، الشيء الذي ينطبق على زاوية أسا التي تعتبر كرمز روحي وسياسي في بعض الأحيان لدى أفراد قبيلة أيت اوسا.