جغرافية القمح الغذائي: تقييم لأهم الحبوب عالمياً وامتداد زراعتها من تكساس جنوباً إلى جنوب فنلندة شمالاً كنسبة 30% من مساحة الحبوب

الانتشار العالمي والتوزيع الجغرافي للقمح:

يُعدّ القمح من أهم وأكثر أنواع الحبوب الغذائية انتشارًا على مستوى العالم، ويحتل مكانة محورية في النظام الغذائي للكثير من الشعوب. يتجسد هذا الانتشار الواسع في الرقعة الجغرافية الهائلة التي تمتد عليها زراعته، مما يجعله محصولًا عالميًا بامتياز.


النطاق الجغرافي لزراعة القمح:

تتميز زراعة القمح بمرونة كبيرة في التكيف مع الظروف المناخية المتنوعة، على الرغم من أن لها نطاقًا مفضلاً. يتركز الانتشار الأوسع للقمح بشكل خاص في نصف الكرة الشمالي، حيث تغطي زراعته مدى واسعًا من خطوط العرض:

  • في العالم القديم (آسيا وأوروبا): تمتد زراعته من المناطق شبه الاستوائية والمعتدلة في الجنوب، مثل شمال هضبة الدكن في شبه القارة الهندية (الهند وباكستان)، وصولًا إلى المناطق ذات الصيف القصير والشتاء البارد في الشمال، كما في جنوب فنلندة في شمال أوروبا. هذا الامتداد يوضح قدرة المحصول على النمو في بيئات متباينة من ناحية درجات الحرارة وطول الموسم الزراعي.
  • في العالم الجديد (الأمريكتان): يشهد القمح انتشارًا مماثلًا يبدأ من المناطق الأكثر دفئًا في الجنوب، مثل ولاية تكساس في جنوب الولايات المتحدة، ويستمر شمالًا حتى المناطق شبه القطبية في كندا، وتحديداً عند نهري رد (Red) و بيس (Peace) في ولاية ألبرتا، وهي من أهم مناطق إنتاج القمح في البلاد. يمثل هذا التوزيع نطاقًا عريضًا يتطلب تكيُّف سلالات القمح مع مواسم نمو مختلفة.

الأقاليم المناخية لزراعة القمح:

يُفضل القمح الأقاليم المعتدلة بشكل عام، ولكنه يظهر خصوصية في الأماكن التي لا يزرع فيها والأماكن التي يزدهر فيها:

  • المناطق المستبعدة: لا تُعدّ الأقاليم الاستوائية الرطبة والحارة بيئة مثالية لزراعة القمح، حيث أن ارتفاع الحرارة والرطوبة يساهم في انتشار الآفات والأمراض التي تضر بالمحصول، ويفضل القمح درجات حرارة أبرد أثناء مراحل نموه الأولى.
  • المناطق المفضلة:
  1. أقاليم البحر المتوسط: يزدهر القمح في هذه المناطق التي تتميز بالأمطار الشتوية واعتدال حرارة الصيف، مما يوفر له ظروف الرطوبة والحرارة المناسبة.
  2. الأقاليم المعتدلة الباردة: تشمل هذه الأقاليم مناطق مثل جنوب فنلندة وبعض أجزاء من كندا، حيث يُزرع القمح الذي يتكيف مع الصيف القصير ودرجات الحرارة المنخفضة نسبيًا.

أهمية القمح في الإنتاج الزراعي:

تعكس الأرقام التالية الأهمية الاقتصادية والغذائية للقمح على مستوى العالم:

  • المساحة المزروعة: بلغت جملة المساحة المزروعة بالقمح 217 مليون هكتار.
  • الحصة النسبية: تمثل هذه المساحة الضخمة ما يقارب 30% من الإجمالي الكلي للمساحة المزروعة بجميع الحبوب الغذائية الأخرى مجتمعة. هذه النسبة تؤكد أن القمح هو المحصول الحبي الأكثر استهلاكًا للموارد الأرضية الزراعية، مما يجعله المحصول الأساسي والأكثر سيطرة من حيث مساحة الزراعة في قطاع الحبوب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال