الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية سانت مريم العذراء في ادمونتون: مركز روحي وثقافي في كندا
تُعدّ كنيسة القديسة مريم العذراء الأرثوذكسية التوحيدية الإثيوبية (Saint Virgin Mary Ethiopian Orthodox Tewahedo Church) الواقعة في إدمونتون بمقاطعة ألبرتا الكندية، مركزًا روحيًا وثقافيًا حيويًا للجالية الإثيوبية الأرثوذكسية في المنطقة. وهي ليست مجرد مكان للعبادة، بل هي أيضًا نقطة تجمّع أساسية للحفاظ على التراث الغني للكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإثيوبية ونقله إلى الأجيال الجديدة.
الخلفية العقائدية والتاريخية:
تنتمي هذه الكنيسة إلى كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، وهي إحدى أقدم الكنائس المسيحية في العالم، حيث تعود جذورها إلى القرن الرابع الميلادي مع تنصير مملكة أكسوم على يد القديس فرومنتيوس. وتتميز الكنيسة الإثيوبية بانتمائها إلى عائلة الكنائس الأرثوذكسية المشرقية التي تؤمن بالميافيزية (الوحدة الكاملة للطبيعة الإلهية والبشرية في شخص المسيح الواحد). وتولي الكنيسة الإثيوبية تبجيلاً خاصًا ومكانة عظيمة للقديسة مريم العذراء، التي تُعرف في الإثيوبيا بأنها شفيعة البلاد وحامية لها، وهو ما يفسر تسمية العديد من الكنائس باسمها ومن ضمنها كنيسة إدمونتون.
دور الكنيسة في إدمونتون:
تقوم كنيسة سانت مريم في إدمونتون بدور محوري يمتد إلى ما هو أبعد من أداء الشعائر الدينية:
- العبادة والطقوس: توفر الكنيسة مكانًا لممارسة الطقوس الدينية الفريدة للكنيسة الإثيوبية، والتي تشمل التراتيل القديمة (القائمة على نظام القديس يارد الموسيقي)، والصلوات الليتورجية، واحتفالات الأعياد والمواسم الدينية وفقًا للتقويم الإثيوبي الخاص.
- مركز مجتمعي: تعمل الكنيسة كقلب نابض للجالية، حيث تعزز الشعور القوي بالانتماء والتآزر بين الأعضاء، خاصةً العائلات الشابة والقادمين الجدد إلى كندا. ويظهر ذلك من خلال الأنشطة الاجتماعية وبرامج التواصل.
- الحفاظ على الثقافة: تعد الكنيسة خزانًا للتراث الثقافي الإثيوبي. فهي تقدم برامج لتعليم اللغة الأم (الأمهرية أو التيغرينية) وتاريخ الكنيسة وتقاليدها، بهدف غرس الاعتزاز بالهوية الإثيوبية لدى الأطفال والشباب في المهجر.
- برامج التوعية والخدمات: تسعى الكنيسة كمنظمة خيرية مسجلة إلى تعزيز الإيمان الأرثوذكسي، وتقديم الدعم الروحي والتوجيه لأعضائها، وتشجيع النمو الشخصي والمشاركة المجتمعية من خلال الأنشطة المخصصة للأطفال والشباب والندوات الدينية.
الأجواء والتحديات:
تتميز الكنيسة بأجواء دافئة ومرحبة، حيث يُستقبل الجميع بأذرع مفتوحة، مما يجعلها مساحة عزيزة للعبادة والزمالة. ويشارك المصلون في برامج دينية نشطة تُعقد بشكل أساسي في أيام الآحاد، إلى جانب أنشطة ترفيهية وثقافية أخرى مثل برامج الجوقة (الترانيم) والفنون الجميلة التي تثري النسيج الثقافي للمصلين. ومع ذلك، تواجه الكنيسة تحديات تشمل أحيانًا محدودية مواقف السيارات وبعض المخاوف المتعلقة بسلامة الأطفال بالقرب من الطرق المزدحمة، لكنها تستمر في العمل على تحسين خدماتها وتوفير بيئة داعمة ومغذية روحيًا.
بهذا، تقف كنيسة القديسة مريم العذراء الأرثوذكسية التوحيدية الإثيوبية في إدمونتون كمنارة للإيمان والوحدة، مكرسةً لخدمة مجتمعها والمساهمة في النسيج المتنوع لمدينة إدمونتون.