الكنيسة الأسقفية الكاثوليكية الرومانية في غروارد: مهمة إنسانية وروحية في ألبرتا
تمثل الكنيسة الأسقفية الكاثوليكية الرومانية (Corporation épiscopale catholique romaine) في غروارد، التي تُعرف إدارياً باسم أبرشية غروارد-ماكلينان الكاثوليكية الرومانية (Roman Catholic Archdiocese of Grouard-McLennan)، مؤسسة دينية وإنسانية حيوية تخدم منطقة شاسعة في شمال غرب مقاطعة ألبرتا بكندا، وتتخذ من مدينة جراند بريري (Grande Prairie) مقراً لها. لا يقتصر دور هذه المؤسسة على الجانب الرعوي والروحي فحسب، بل يمتد ليشمل العمل الاجتماعي والخيري الهام، والذي يتجسد بشكل خاص في جهودها لدعم اللاجئين.
الهيكل والتاريخ الأبرشي:
تأسست الأبرشية بهدف تلبية الاحتياجات الروحية للمجتمعات الكاثوليكية المنتشرة في شمال ألبرتا. يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر، حيث أُنشئت في البداية كـ النيابة الرسولية لأثاباسكا ماكنزي عام 1862، وكانت في الأساس منطقة إرسالية (Missionary Region) تخدم مجتمعات السكان الأصليين (First Nations) والميتيس (Métis) والمستوطنين الأوائل.
- النطاق الجغرافي: تغطي الأبرشية مساحة شاسعة تبلغ حوالي 225,000 كيلومتر مربع، وتضم العديد من الرعايا والمهمات الكاثوليكية الموزعة على خمس مناطق رئيسية (Deaneries)، بعضها يركز على خدمة المجتمعات الناطقة بالفرنسية أو لغات السكان الأصليين (كري وميتيس).
- الوظيفة الإدارية: تُدار المؤسسة الأسقفية ككيان قانوني رسمي (Corporation)، مما يمكنها من امتلاك الأصول وإدارة الشؤون المالية والقانونية للكنيسة في المنطقة، بما في ذلك دعم الكهنة، وتمويل الكنائس البعيدة، ودعم البرامج الاجتماعية المختلفة. ويتم التمويل جزئياً عن طريق التبرعات المحلية وعن طريق منظمة الإرساليات الكاثوليكية في كندا (Catholic Missions in Canada)، مما يؤكد طبيعتها كأبرشية إرسالية حتى يومنا هذا.
لجنة القديس يوسف للاجئين: ريادة العمل الإنساني:
تُعد لجنة القديس يوسف للاجئين (St. Joseph’s Refugee Committee) أبرز مثال على الالتزام الاجتماعي العميق للأبرشية، وتعمل تحت مظلة الرعية المحلية (St. Joseph’s Parish) في جراند بريري، وتحظى بدعم المؤسسة الأسقفية. إن عمل هذه اللجنة ليس وليد اللحظة، بل يمتد لأكثر من خمسة عقود من العطاء، حيث بدأت الشراكة مع الحكومة الفيدرالية الكندية ككيان راعٍ للاجئين في عام 1979.
مهمة اللجنة وأنشطتها:
- الرعاية والكفالة (Sponsorship): تضطلع اللجنة بمهمة كفالة وإعادة توطين الأفراد والعائلات الفارين من الاضطهاد والصراعات والفقر من مختلف أنحاء العالم. لقد ساهمت اللجنة في جلب وتوطين عشرات الأفراد والعائلات، وتمتد جهودها لدعمهم لمدة تتجاوز السنوات الأولى لإقامتهم.
خدمات إعادة التوطين: لا يقتصر العمل على الكفالة القانونية فحسب، بل يشمل تقديم دعم مباشر وشامل لضمان اندماج اللاجئين في المجتمع الكندي. ويشمل ذلك:
- المساعدة في الحصول على السكن.
- تسهيل الوصول إلى خدمات اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.
- المساعدة في فهم النظام المدرسي والنقل العام.
- توفير الدعم العاطفي والاجتماعي.
- الدعم المجتمعي: تعقد اللجنة تجمعات شهرية للاجئين الذين تم كفالتهم، حيث يتم توفير الدعم، والمواد الغذائية والملابس المتبرع بها من قبل أبناء الرعية، مما يخلق بيئة من الصداقة والدعم المتبادل بين الوافدين الجدد وأعضاء الكنيسة. هذا الجهد يعكس المبدأ الكاثوليكي الأساسي المتمثل في "الترحيب بالغريب" وتقديم العناية والرحمة للفئات الأكثر ضعفاً.
الدور الاجتماعي والرعوي الشامل:
في النهاية، تعتبر الكنيسة الأسقفية الكاثوليكية الرومانية في غروارد وماكلينان هي المظلة التي تغطي مجموعة واسعة من الخدمات الروحية والاجتماعية في شمال غرب ألبرتا. من خلال جهودها في رعاية المجتمعات النائية والمهمات، ودعم الأنشطة الشبابية مثل مخيم القديس مارتن الصيفي (Camp St. Martin)، والمشاركة النشطة في قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، فإنها تؤكد دورها كقوة دافعة ليس فقط للإيمان، ولكن أيضاً للرعاية المجتمعية والاندماج الإنساني في المنطقة.