انقراض حيوانات افريقيا.. انتشار استعمال الأسلحة النارية والمبيدات الحديثة والتوسع في الزراعة والرعي وحرق السافانا وقطع الغابات

لم ينج الوحيش الإفريقي من التدهور وتراجع الأعداد وانقراض الأنواع أيضاً مثله في ذلك مثل التربة والنبيت، ويرجع ذلك إلى العوامل الطبيعية والعوامل البشرية. وكانت العوامل الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية في الحقب الرابع الجيولوجي ومارافقها من تغيرات في الغطاء النباتي وتوافر الغذاء والماء والشروط المناخية المناسبة، سبباً في بقاء نوع ما وانتشاره أو انقراضه أو تراجعه، ضمن إطار توازن بيئي يتفق والأوضاع الطبيعية المستجدة في العصور المطيرة ومابين المطيرة. وكان دور الإنسان محدوداً لقلة عدد سكان القارة ولتقنية صيد الحيوان البدائية. لكن أثر عمل الإنسان في الوحيش الإفريقي أخذ بالتزايد منذ مطلع القرن التاسع عشر، ولاسيما إثر انتشار استعمال الأسلحة النارية والمبيدات الحديثة منذ عام .1940 وتختلف رغبات الإنسان بحسب فوائد الأنواع الحيوانية أو أضرارها. فمنها مجموعة تقدم الغذاء ومواد نافعة أخرى، ومجموعة خطيرة ضارة يعمل الإنسان على القضاء عليها كالجراد وذبابة تسي ـ تسي والحشرات الضارة بالمحاصيل وغيرها. ومجموعة مفيدة للإنسان في العمل وغيره كالفيلة وأخيراً مجموعة نادرة يحرص الناس على اقتنائها. وفي إطار هذه الغابات أصبحت أنواع كثيرة مهددة بالانقراض (قدر عدد نوع من الظباء الزامبيزية بنحو المليون عام 1900 لم يبق منها إلى اليوم سوى أقل من 7800 ظبي). كذلك نقل الإنسان عن طريق المواشي والحيوانات التي يقوم بتربيتها الكثير من الأمراض إلى عالم الوحيش فتكت بأعداد كبيرة منه. كما حد التوسع في الزراعة والرعي وحرق السافانا وقطع الغابات من انتشار الحيوانات وقلص من مصادر غذائها وبقائها.
تعمل أعداد من الدول الإفريقية والمنظمات المحلية والعالمية على حماية الثروة الحيوانية وحفظ الأنواع وتنميتها بأساليب مختلفة، أكثرها انتشاراً، إقامة المحميات الطبيعية الوطنية، لكنها جهود تبقى محدودة أمام التخريب الكبير الذي مارسه الإنسان ومازال يمارسه تجاه الوحيش الإفريقي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال