بدأت المعاناة الإفريقية من الاستعمار الأوربي واستغلاله للموارد الطبيعية والثروات والإنسان سنة 1500- 1503 للميلاد. عندما بدأ البرتغاليون غزو السواحل الإفريقية الغربية، ونقلوا أول شحنة من السكان عبيداً إلى خارج القارة للعمل في مزارع البيض في أمريكة، وخدماً في قصور الأوربيين المستعمِرين. وأعقب ذلك تنافس القوى الاستعمارية الأوربية وتصارعها على خيرات إفريقية. فظهر الهولنديون والإسبان والإنكليز على السواحل الإفريقية وأنشؤوا قواعد لهم على امتدادها، ثم راحوا يتوغلون إلى الداخل الإفريقي.
وتبع ذلك ظهور الاستعمار الاستيطاني عندما احتل الهولنديون منطقة الكاب سنة 1652 ومنها انتشروا في جنوبي إفريقية، ونازعهم عليها الإنكليز الذين جاؤوها سنة 1806 ودفعوا بهم شمالاً بعد دحرهم للهولنديين (البوير). ولقد تزامن ذلك مع احتلال فرنسة للجزائر سنة 1830 وانتهاجها سياسة «فَرنَسَة» الشمال الإفريقي العربي. وهكذا بدأ السباق بين القوى الأوربية الاستعمارية وتهافتها على استعمار الأجزاء المتبقية من القارة على امتداد القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الثانية تقريباً، حتى لم يبق سوى ليبيرية والحبشة من دون استعمار فعلي. وأصبحت القارة مقسمة سنة 1914 إلى مستعمرات فرنسية وإنكليزية وألمانية وبرتغالية وبلجيكية وإسبانية وإيطالية.
كانت مصر أول دولة إفريقية اعترفت بريطانية بها دولة مستقلة تحت حمايتها عام 1922 وآخرها إريترية التي استقلت عام 1993 وكان عام 1960 عام استقلال 18 دولة إفريقية، ولقد وصل عدد الدول الإفريقية اليوم إلى 56 دولة منها 48 دولة على يابسة القارة وبقيتها جزر أو أرخبيلات في المحيطين الهندي والأطلسي.
إن دول إفريقية، وإن أصبحت ذات سيادة، فإن أغلبها ما زال مرتبطاً بالدولة التي كانت تستعمرها بوجه أو بآخر وبدرجات متفاوتة. بدءاً من استعمال لغة المستعمِر السابق لغة رسمية وانتهاء ببقاء وحدة النقد المتداولة مرتبطة بعملة البلد المستعمِر أو اقتصاده، مما يظهر شبه استمرار لنفوذ المستعمر السابق وتأثيره في كثير من الدول الإفريقية، الأمر الذي تعكسه العلاقات الثقافية والاقتصادية بل والسياسية التي تتمثل بطلب الحكومات الإفريقية عوناً عسكرياً من المستعمِر السابق لمواجهة الأزمات السياسية في الدولة الإفريقية نفسها أو مع جاراتها، وكذلك بربط تلك الدول بوحدات إقليمية وروابط تعكس نوعاً من التبعية المستورة أو المكشوفة لكثير من الدول الإفريقية.
خلف الاستعمار وراءه تركة ثقيلة من المشكلات المعقدة في كل بلد إفريقي تقريباً، أبرزها الجهل والمرض والتخلف والفقر. كما خلف مشكلات عرقية وإقليمية على امتداد حدود دول كثيرة، هي قنابل موقوتة لإثارة الخلافات بين الدول. إذ قبلت الدول الإفريقية بالحدود الجغرافية ـ السياسية التي رسمها المستعمرون السابقون، تجنباً لخلافات كان يمكن أن تنشأ بين الجيران في زمن الصراع من أجل الاستقلال، لكن تلك الحدود رسمت أصلاً وفي طياتها مشكلات خطيرة، مثل ضم أقاليم بلد ما إلى بلد مجاور، وتقسيم مجموعة بشرية متجانسة عرقياً ولغوياً وحضارياً بين أكثر من دولة، وزاد في تشابكها تعدد المذاهب التي حملها المبشرون المسيحيون إلى السكان، وكذلك تعدد الثقافات التي نشرها المستعمرون، وتعد هذه المشكلات من أخطر الأسلحة التي مافتئ المستعمرون القدامى يستخدمونها في تفجير الصراعات بين الكثير من الدول الإفريقية المستقلة لتبقى لهم السيطرة عليها سيطرة غير مباشرة حتى الوقت الحاضر. ولقد أدى ذلك وغيره إلى دفع إفريقية إلى شبه انهيار اقتصادي في كثير من بلدانها المتحررة، جراء النهب المنظم لثرواتها من قبل الدول الأوربية والغربية الأخرى، من دون استثناء البشر الذين أكرهوا في السابق على ترك ديارهم للعمل في خدمة البيض في أمريكة وأوربة وغيرهما.
وتبع ذلك ظهور الاستعمار الاستيطاني عندما احتل الهولنديون منطقة الكاب سنة 1652 ومنها انتشروا في جنوبي إفريقية، ونازعهم عليها الإنكليز الذين جاؤوها سنة 1806 ودفعوا بهم شمالاً بعد دحرهم للهولنديين (البوير). ولقد تزامن ذلك مع احتلال فرنسة للجزائر سنة 1830 وانتهاجها سياسة «فَرنَسَة» الشمال الإفريقي العربي. وهكذا بدأ السباق بين القوى الأوربية الاستعمارية وتهافتها على استعمار الأجزاء المتبقية من القارة على امتداد القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الثانية تقريباً، حتى لم يبق سوى ليبيرية والحبشة من دون استعمار فعلي. وأصبحت القارة مقسمة سنة 1914 إلى مستعمرات فرنسية وإنكليزية وألمانية وبرتغالية وبلجيكية وإسبانية وإيطالية.
كانت مصر أول دولة إفريقية اعترفت بريطانية بها دولة مستقلة تحت حمايتها عام 1922 وآخرها إريترية التي استقلت عام 1993 وكان عام 1960 عام استقلال 18 دولة إفريقية، ولقد وصل عدد الدول الإفريقية اليوم إلى 56 دولة منها 48 دولة على يابسة القارة وبقيتها جزر أو أرخبيلات في المحيطين الهندي والأطلسي.
إن دول إفريقية، وإن أصبحت ذات سيادة، فإن أغلبها ما زال مرتبطاً بالدولة التي كانت تستعمرها بوجه أو بآخر وبدرجات متفاوتة. بدءاً من استعمال لغة المستعمِر السابق لغة رسمية وانتهاء ببقاء وحدة النقد المتداولة مرتبطة بعملة البلد المستعمِر أو اقتصاده، مما يظهر شبه استمرار لنفوذ المستعمر السابق وتأثيره في كثير من الدول الإفريقية، الأمر الذي تعكسه العلاقات الثقافية والاقتصادية بل والسياسية التي تتمثل بطلب الحكومات الإفريقية عوناً عسكرياً من المستعمِر السابق لمواجهة الأزمات السياسية في الدولة الإفريقية نفسها أو مع جاراتها، وكذلك بربط تلك الدول بوحدات إقليمية وروابط تعكس نوعاً من التبعية المستورة أو المكشوفة لكثير من الدول الإفريقية.
خلف الاستعمار وراءه تركة ثقيلة من المشكلات المعقدة في كل بلد إفريقي تقريباً، أبرزها الجهل والمرض والتخلف والفقر. كما خلف مشكلات عرقية وإقليمية على امتداد حدود دول كثيرة، هي قنابل موقوتة لإثارة الخلافات بين الدول. إذ قبلت الدول الإفريقية بالحدود الجغرافية ـ السياسية التي رسمها المستعمرون السابقون، تجنباً لخلافات كان يمكن أن تنشأ بين الجيران في زمن الصراع من أجل الاستقلال، لكن تلك الحدود رسمت أصلاً وفي طياتها مشكلات خطيرة، مثل ضم أقاليم بلد ما إلى بلد مجاور، وتقسيم مجموعة بشرية متجانسة عرقياً ولغوياً وحضارياً بين أكثر من دولة، وزاد في تشابكها تعدد المذاهب التي حملها المبشرون المسيحيون إلى السكان، وكذلك تعدد الثقافات التي نشرها المستعمرون، وتعد هذه المشكلات من أخطر الأسلحة التي مافتئ المستعمرون القدامى يستخدمونها في تفجير الصراعات بين الكثير من الدول الإفريقية المستقلة لتبقى لهم السيطرة عليها سيطرة غير مباشرة حتى الوقت الحاضر. ولقد أدى ذلك وغيره إلى دفع إفريقية إلى شبه انهيار اقتصادي في كثير من بلدانها المتحررة، جراء النهب المنظم لثرواتها من قبل الدول الأوربية والغربية الأخرى، من دون استثناء البشر الذين أكرهوا في السابق على ترك ديارهم للعمل في خدمة البيض في أمريكة وأوربة وغيرهما.
التسميات
سكان افريقيا