تضاريس إفريقية انعكاس واضح للحركات البنائية (التكتونية) والوحدات الجيولوجية التي تعرضت لعمليات الرفع والخفض في الحقب الجيولوجية المختلفة.
ألفت إفريقية منذ نحو 160 مليون سنة مضت جزءاً من قارة غوندوانة التي كانت نواة ركيزة قديمة جداً تعرف بالمجن قبل الكامبري، الذي تكوَّن بين 570 مليون وأربعة مليارات سنة مضت، وكانت هذه الركيزة متصلة بأمريكة الجنوبية وشبه الجزيرة العربية وشبه جزيرة الدكن وقارة القطب الجنوبي وأسترالية وانفصل بعضها عن بعضها الآخر وتجزأت صفائح بنائية، منها الصفيحة الإفريقية، التي تتألف ركيزتها من صخور بلورية صلبة قديمة ومتحولة ونارية من الغرانيت والشيست وغيرها من صخور ماقبل الكامبري. ويرجع تكون معظم أنحاء إفريقية إلى هذا الحقب، أي قبل 570 مليون سنة وأكثر، باستثناء شريط جبال الأطلس، وأقصى جنوبي إفريقية، التي تكونت أجزاؤها منذ 240 مليون سنة حتى الحقب الرابع الراهن. كذلك تكوّن شريط غربي إفريقية الممتد من جبال الأطلس حتى غينية بيساو في الحقب الجيولوجي الأول بين 240- 570 مليون سنة مضت.
تعرض سطح إفريقية منذ ظهورها وتكوينها إلى عمليات الحت والتعرية والنقل والترسيب التي أثرت في صخورها القاعدية في الركيزة، مما أدى إلى إزالة المرتفعات والجبال العالية الأولى وخفضها، وردم المنخفضات والأحواض والأودية وطمرها بالرسوبات المنقولة إليها. وبتضافر هذه العمليات الجيومورفولوجية في الحقب الجيولوجي ما قبل الكامبري مع نتائج الحركات البنائية الخافضة والرافعة والمزيحة للصخور والوحدات التضريسية، تكونت تضاريس إفريقية في الأصقاع التي بقيت مكشوفة من دون أن تطغى عليها بحار الحقب الجيولوجية المتأخرة.
استمرت أعمال استكمال بناء إفريقية منذ الحقب الجيولوجي الأول حتى اليوم؛ فتعرضت بقاع هامشية كثيرة من القارة لطغيان مياه بحار حقب وعصور جيولوجية نتيجة حركات كونت مقعرات أرضية، امتلأت برسوبيات بحرية متباينة الثخانة. ففي الشمال نشأ مقعر أرضي في الحقب الجيولوجي الأول، امتلأ ببحر التيتس، سلف البحر المتوسط الراهن، تراكمت فيه رسوبيات خضعت لحركات نهوض والتواءات في الحقب الثالث ظهرت على أثرها جبال الأطلس. كذلك طغت مياه البحار من الحقب الأول وامتدت من الشمال حتى خليج غينية ثم حتى جنوبي إفريقية، كما طغت على أجزاء من الهوامش الشرقية للقارة. أما في العصر الجوراسي فقد توضعت رسوبيات بحرية في الصحراء الغربية والسنغال وعلى سواحل المحيط الهندي. ومثلها الترسبات الكريتاسية التي تظهر على سواحل إفريقية كلها كما تظهر في الصحراء الكبرى، وهي من أصل بحري، وعرفت القارة في الحقب الثالث حدثين جيولوجيين أرضيين بارزين هما نهوض شمالي إفريقية، وتصدع شرقيها، إذ فَصَل الانهدام السوري ـ الإفريقي شبه الجزيرة العربية عن إفريقية فنشأ البحر الأحمر، كما نشأت الأغوار العميقة على امتداد شرقي القارة، بطول يقرب من 6000كم بين الزامبيزي في الجنوب وغور العمق [ر. اسكندرونة] في أقصى شمال غربي سورية، رافق ذلك حدوث الانفجارات البركانية على خطوط الضعف في القشرة الأرضية في الحقبين الثالث والرابع، ونتج عن ذلك تكون براكين ضخمة وعالية مثل جبل كينية (5195م) وكليمنجارو (5895م) وغيرهما.
يعد سطح إفريقية هضبة واسعة جداً تتباين ارتفاعاتها من مكان إلى آخر، ويبلغ المتوسط العام لارتفاعها فوق سطح البحر 750م، وأعلى نقطة فيها هي قمة جبل كليمنجارو، وأخفض أجزائها هو مستوى بحيرة العسل في جيبوتي (-156م دون مستوى سطح البحر). وتبرز فوق السطح الهضبي العام للقارة جبال ومرتفعات تؤلف سلاسل متصلة، أو ترتفع على هيئة كتل جبلية منعزلة، وبالمقابل ينخفض السطح في أجزاء أخرى مؤلفاً عدداً من الأحواض المغلقة الواسعة أو تشغلها شبكات أنهار تنتهي إلى المحيطات أو البحار. ويبين التوزيع العام للتضاريس أن شرقي وجنوب شرقي القارة أعلى بكثير من أجزائها الغربية والشمالية الغربية الواطئة. باستثناء جبال الأطلس التي ترتفع على الهامش الشمالي الغربي لإفريقية، حيث تنتهي عند أقدام سلسلة الأطلس الصحراوي منبسطات الصحراء الكبرى وفيافيها الشاسعة. كذلك تعلو سطح الأجزاء المنخفضة من القارة كتل جبلية عالية ومنعزلة كالجزر أبرزها جبال الحجّار (الهُقار) وجبال تيبستي، أو ظهرات محدبة واسعة كالظهرة الليبية الفاصلة بين حوض نهر النيل وحوض بحيرة تشاد والأنهار الصابة فيها، وكذلك الظهرة الغينية العليا التي ترتفع جنوب الصحراء الكبرى التي تمتد من أقصى غربي القارة حتى وادي النيل في الشرق، وتلي هذه الظهرة، باتجاه الشرق، كتلة جبال الكَمِرون وأدَمان التي تلتحم في الشرق بظهرة أخرى هي نجد «أساندة» الذي تسير على قممه خطوط تقسيم المياه الفاصلة بين حوض نهر الكونغو في الجنوب وحوض تشاد في الشمال وقسم كبير من حوض نهر النيل في الشمال الشرقي. وعلى العموم يدخل في مفهوم «إفريقية المنخفضة» (متوسط ارتفاعها فوق سطح البحر نحو 500م) جميع الوحدات التضريسية الواقعة إلى غرب وشمال وشمال غرب خط يبدأ من ساحل البحر الأحمر قرب سواكن (السودان) ويساير حدود إثيوبية مع السودان ثم يطوق حوض نهر الكونغو من الشرق والجنوب لينتهي قرب مصبه في المحيط الأطلسي.
ألفت إفريقية منذ نحو 160 مليون سنة مضت جزءاً من قارة غوندوانة التي كانت نواة ركيزة قديمة جداً تعرف بالمجن قبل الكامبري، الذي تكوَّن بين 570 مليون وأربعة مليارات سنة مضت، وكانت هذه الركيزة متصلة بأمريكة الجنوبية وشبه الجزيرة العربية وشبه جزيرة الدكن وقارة القطب الجنوبي وأسترالية وانفصل بعضها عن بعضها الآخر وتجزأت صفائح بنائية، منها الصفيحة الإفريقية، التي تتألف ركيزتها من صخور بلورية صلبة قديمة ومتحولة ونارية من الغرانيت والشيست وغيرها من صخور ماقبل الكامبري. ويرجع تكون معظم أنحاء إفريقية إلى هذا الحقب، أي قبل 570 مليون سنة وأكثر، باستثناء شريط جبال الأطلس، وأقصى جنوبي إفريقية، التي تكونت أجزاؤها منذ 240 مليون سنة حتى الحقب الرابع الراهن. كذلك تكوّن شريط غربي إفريقية الممتد من جبال الأطلس حتى غينية بيساو في الحقب الجيولوجي الأول بين 240- 570 مليون سنة مضت.
تعرض سطح إفريقية منذ ظهورها وتكوينها إلى عمليات الحت والتعرية والنقل والترسيب التي أثرت في صخورها القاعدية في الركيزة، مما أدى إلى إزالة المرتفعات والجبال العالية الأولى وخفضها، وردم المنخفضات والأحواض والأودية وطمرها بالرسوبات المنقولة إليها. وبتضافر هذه العمليات الجيومورفولوجية في الحقب الجيولوجي ما قبل الكامبري مع نتائج الحركات البنائية الخافضة والرافعة والمزيحة للصخور والوحدات التضريسية، تكونت تضاريس إفريقية في الأصقاع التي بقيت مكشوفة من دون أن تطغى عليها بحار الحقب الجيولوجية المتأخرة.
استمرت أعمال استكمال بناء إفريقية منذ الحقب الجيولوجي الأول حتى اليوم؛ فتعرضت بقاع هامشية كثيرة من القارة لطغيان مياه بحار حقب وعصور جيولوجية نتيجة حركات كونت مقعرات أرضية، امتلأت برسوبيات بحرية متباينة الثخانة. ففي الشمال نشأ مقعر أرضي في الحقب الجيولوجي الأول، امتلأ ببحر التيتس، سلف البحر المتوسط الراهن، تراكمت فيه رسوبيات خضعت لحركات نهوض والتواءات في الحقب الثالث ظهرت على أثرها جبال الأطلس. كذلك طغت مياه البحار من الحقب الأول وامتدت من الشمال حتى خليج غينية ثم حتى جنوبي إفريقية، كما طغت على أجزاء من الهوامش الشرقية للقارة. أما في العصر الجوراسي فقد توضعت رسوبيات بحرية في الصحراء الغربية والسنغال وعلى سواحل المحيط الهندي. ومثلها الترسبات الكريتاسية التي تظهر على سواحل إفريقية كلها كما تظهر في الصحراء الكبرى، وهي من أصل بحري، وعرفت القارة في الحقب الثالث حدثين جيولوجيين أرضيين بارزين هما نهوض شمالي إفريقية، وتصدع شرقيها، إذ فَصَل الانهدام السوري ـ الإفريقي شبه الجزيرة العربية عن إفريقية فنشأ البحر الأحمر، كما نشأت الأغوار العميقة على امتداد شرقي القارة، بطول يقرب من 6000كم بين الزامبيزي في الجنوب وغور العمق [ر. اسكندرونة] في أقصى شمال غربي سورية، رافق ذلك حدوث الانفجارات البركانية على خطوط الضعف في القشرة الأرضية في الحقبين الثالث والرابع، ونتج عن ذلك تكون براكين ضخمة وعالية مثل جبل كينية (5195م) وكليمنجارو (5895م) وغيرهما.
يعد سطح إفريقية هضبة واسعة جداً تتباين ارتفاعاتها من مكان إلى آخر، ويبلغ المتوسط العام لارتفاعها فوق سطح البحر 750م، وأعلى نقطة فيها هي قمة جبل كليمنجارو، وأخفض أجزائها هو مستوى بحيرة العسل في جيبوتي (-156م دون مستوى سطح البحر). وتبرز فوق السطح الهضبي العام للقارة جبال ومرتفعات تؤلف سلاسل متصلة، أو ترتفع على هيئة كتل جبلية منعزلة، وبالمقابل ينخفض السطح في أجزاء أخرى مؤلفاً عدداً من الأحواض المغلقة الواسعة أو تشغلها شبكات أنهار تنتهي إلى المحيطات أو البحار. ويبين التوزيع العام للتضاريس أن شرقي وجنوب شرقي القارة أعلى بكثير من أجزائها الغربية والشمالية الغربية الواطئة. باستثناء جبال الأطلس التي ترتفع على الهامش الشمالي الغربي لإفريقية، حيث تنتهي عند أقدام سلسلة الأطلس الصحراوي منبسطات الصحراء الكبرى وفيافيها الشاسعة. كذلك تعلو سطح الأجزاء المنخفضة من القارة كتل جبلية عالية ومنعزلة كالجزر أبرزها جبال الحجّار (الهُقار) وجبال تيبستي، أو ظهرات محدبة واسعة كالظهرة الليبية الفاصلة بين حوض نهر النيل وحوض بحيرة تشاد والأنهار الصابة فيها، وكذلك الظهرة الغينية العليا التي ترتفع جنوب الصحراء الكبرى التي تمتد من أقصى غربي القارة حتى وادي النيل في الشرق، وتلي هذه الظهرة، باتجاه الشرق، كتلة جبال الكَمِرون وأدَمان التي تلتحم في الشرق بظهرة أخرى هي نجد «أساندة» الذي تسير على قممه خطوط تقسيم المياه الفاصلة بين حوض نهر الكونغو في الجنوب وحوض تشاد في الشمال وقسم كبير من حوض نهر النيل في الشمال الشرقي. وعلى العموم يدخل في مفهوم «إفريقية المنخفضة» (متوسط ارتفاعها فوق سطح البحر نحو 500م) جميع الوحدات التضريسية الواقعة إلى غرب وشمال وشمال غرب خط يبدأ من ساحل البحر الأحمر قرب سواكن (السودان) ويساير حدود إثيوبية مع السودان ثم يطوق حوض نهر الكونغو من الشرق والجنوب لينتهي قرب مصبه في المحيط الأطلسي.