تحديات اللغة العربية في افريقيا.. تبني الدول الإفريقية المستقلة لغاتها الوطنية إلى جانب لغة المستعمر الأوربية وانتشار التبشير بالديانة المسيحية بين السكان الوثنيين وعبدة الأرواح.

تحتل اللغة العربية مكان الصدارة بين اللغات المستعملة في إفريقية، فهي ذات شأن كبير في المجال الرسمي، لأنها اللغة الرسمية لجميع الدول العربية الإفريقية، وفي المجال التجاري العام، إذ هي لغة تفاهم ولغة الدين الإسلامي لكثير من السكان في النصف الشمالي من القارة وفي شرقيها. ولانتشار الإسلام أثر كبير في اتساع رقعة استعمال اللغة العربية في إفريقية منذ القرن السابع الميلادي، لكنها تواجه تحديات، ويتراجع دورها لغة تفاهم بين الإفريقيين أمام انتشار اللغة الإنكليزية والفرنسية وتبني الدول الإفريقية المستقلة لغاتها الوطنية إلى جانب لغة المستعمر الأوربية وانتشار التبشير بالديانة المسيحية بين السكان الوثنيين وعبدة الأرواح. وتنتشر اللغتان الإنكليزية والفرنسية في الأصقاع الواقعة بين الصحراء الكبرى في الشمال ونهر الزامبيزي في الجنوب. وهما لغتا تفاهم أو لغتان رسميتان لعدد من الدول التي كانت مستعمرَة لإنكلترة أو فرنسة. ومثلهما في ذلك اللغة البرتغالية، اللغة الرسمية ولغة التعامل في المستعمرات البرتغالية السابقة. أما في جنوب إفريقية فتنتشر اللغتان الأفريكانية (شكل متطور من لغة هولندية عامة ترجع إلى القرن السابع عشر) والإنكليزية، وهما لغتان رسميتان ولغتا تفاهم. وفي إثيوبية فإن اللغة الأمهرية هي لغة تعامل ولغة رسمية للدولة والسكان. وفي إفريقية لغات تفاهم وتعامل وتجارة إفريقية الأصل أهمها اللغة السواحلية الشائعة الاستعمال في بلدان شرقي إفريقية وحتى الكونغو، ثم لغة الحَوصّة في النيجر ونيجيرية والدول المجاورة لها. ولغة الديولا وهي إحدى لهجات المالنكة وتستعمل في غربي القارة في دول مالي والسنغال وبوركينا فاسو وجنوبي نهر النيجر. كذلك لغة اللينغالا شمالي زائير (الكونغو الديمقراطي اليوم) وجوارها. وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الكلمات والمصطلحات العربية تؤلف قوام اللغة السواحلية والحوصّة وهناك لغات دخيلة محدودة الاستعمال هي الهندية والكوجراتية والأوردية (الباكستانية) وغيرها من لغات الوافدين الآسيويين في شرقي القارة وجنوبيها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال