تعاني الترب الإفريقية من التدهور وفقدان خصوبتها نتيجة تظافر العوامل الطبيعية مع تخريب الإنسان للبيئة. ويبقى دور العوامل الطبيعية محدوداً وينضوي تحت مظلة النتائج المترتبة على التغيرات المناخية، من حيث تراجع كميات الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وأثرهما في الغطاء النباتي والمملكة الحيوانية. وهي تغيرات بطيئة وطويلة الأمد منذ العصر المطير الأخير المقابل للعصر الجليدي الأخير (الفورم) الذي انتهى قبل 11000 ـ 10000 سنة مضت. وبالمقابل فإن نشاط الإنسان وممارساته الخاطئة في استغلاله الموارد الطبيعية وفي مقدمتها التربة أدى ومازال يؤدي في إفريقية إلى تراجع قدرتها على الإنتاج. ولعل أسوأ هذه الممارسات وأخطرها على التربة والبيئة الطبيعية إزالة الغطاء النباتي بالحرق والقطع للتوسع في الزراعة المتنقلة المحلية أو الزراعة الاستعمارية التي مارسها المستعمرون الأوربيون بقطع الغابة وغرس أشجار ذات مردود اقتصادي كالمطاط والكاكاو وغيرهما، من دون أي مراعاة للتوازن البيئي بين المحصولات الاقتصادية والتربة والبيئة الطبيعية، إذ كان الهم الأول للشركات الاستعمارية استغلال مزارعها الواسعة تجارياً على حساب التربة. وكانت نتيجة ذلك تخريباً مزدوجاً الأول كشف التربة ومن ثم تعريتها وجرفها والثاني إنهاكها. يضاف إلى ذلك ازدياد عدد السكان في العقود السبعة الأخيرة بسرعة كبيرة لم تشهدها إفريقية طوال تاريخها ومعه نشط الإنسان في البحث عن أراض زراعية جديدة بحرق الغابة والسافانا وقطع الأشجار بطريقة جائرة مدمرة، والتوسع في الرعي توسعاً كبيراً وجائراً أيضاً.
هذه العوامل وغيرها أدت إلى انجراف الترب وتدهور قدراتها على الإنتاج، وهذا يفسر كون إفريقية ذات تربة فقيرة على الرغم من اعتماد معظم السكان في بقائهم على الزراعة واعتماد أكثر من 55 مليون نسمة من سكانها على الرعي وتربية الحيوانات.
هذه العوامل وغيرها أدت إلى انجراف الترب وتدهور قدراتها على الإنتاج، وهذا يفسر كون إفريقية ذات تربة فقيرة على الرغم من اعتماد معظم السكان في بقائهم على الزراعة واعتماد أكثر من 55 مليون نسمة من سكانها على الرعي وتربية الحيوانات.
التسميات
جغرافية أفريقيا